|
د/ عماد عبد الغفور : مارسنا السياسة قبل الثورة حاوره / عادل السيد وعصمت الصاوى
"د/ عماد عبد الغفور" هو صاحب فكرة الانقلاب الجذري الذي حدث للمدارس السلفية في مصر.. فهو على الرغم من قناعاته الكاملة بالفكرة السلفية التي تميل إلى التنظير والرجوع الدائم للتراث.. إلا أنه وعلى طوال السنوات الأخيرة كان دائم النظر إلى الواقع المحيط به.. ولاسيما الواقع الاجتماعي.. فقدم خدمات اجتماعية عظيمة لمن حوله في إطار أعمال الدعوة السلفية التي تجيد الأعمال الخدمية التي تصب في صالح الدعوة.
ولكن د/ عماد عبد الغفور كان يؤمن أن للدعوة السلفية دوراً آخر في إصلاح المجتمع ككل.. وليس إصلاح أبنائها وفقط.
كان يؤمن أن هناك منظور آخر للعمل الإسلامي وهو العمل السياسي.
حتى إذا كان يوم الحادي والعشرين من يناير.. وهى الجمعة التي سبقت طوفان الخامس والعشرين.. ولكنه لم يكن كذلك في عقله وضميره فقد فجر على منبره طوفاناً من قناعاته ومعتقداته وآرائه وتصوراته.. داعيا الناس إلى الخروج إلى الميادين في مظاهرات واعتصامات.
بهذه الخطبة قرر ضيفنا أن يلبس التيار السلفي رداءً جديداً من قناعاته.. وأن يدخل عليه تعديلات جذرية.. مع الأخذ في الاعتبار جهود الرموز الكبيرة في التيار السلفي.
وبنجاح الثورة سعى عبد الغفور بكل جد لتفعيل فكرته وإنزالها حيز التطبيق.. فدخل من الباب الكبير.. وعقد حلقات نقاش مطولة مع مشايخ التيار السلفي.
واستطاع بمثابرته وبقدراته العالية على الإقناع أن ينتزع موافقة مشايخ الصف الأول على تفعيل الدور السياسي والدخول في معترك الحياة السياسية العامة في مصر.. ومن ثم كان إنشاء حزب النور الذي يصفه عبد الغفور بأنه أول أو ثاني حزب في مصر من حيث عدد الممثلين فيه.
نرحب في هذا الحوار بالدكتور عماد عبد الغفور صاحب أكبر تحول جذري في تاريخ التيار السلفي في مصر.. حيث تبنى للمرة الأولى في تاريخه الدخول في المعترك السياسي والترشح للمجالس النيابية.
ومع الجزء الأول من الحوار..
بداية نرحب بالدكتور/ عماد عبد الغفور - رئيس حزب النور-.. كيف كان الموقف من ثورة 25 يناير؟
نحن كنا مؤيدين للثورة من قبل أن تقوم الثورة.. وكنا ننادى ونطالب بالحقوق المسلوبة للشعب المصري.. وهناك أدلة على ذلك سواء خطب أو محاضرات.. وموقفنا من سيد بلال خير شاهد ودليل على ذلك..حيث طالبنا بمحاكمة ومعاقبة كل من تسبب في قتله سواء من قبض عليه.. وكذلك وكيل النيابة والطبيب الشرعي.
وبالنسبة لنا كنا نوجه الناس للمطالبة بالحرية ورفع الظلم والحقوق المسلوبة.
الشارع المصري لديه قناعة أن التيار السلفي لم يكن مؤيدا ً للثورة.. فما رأيكم؟
في 21 يناير كنت خطيبا ً في يوم جمعة.. وطالبت فيها بالخروج للمطالبة بحقوقنا المسلوبة.. وكذلك طالبنا بالخروج سلميا ً ودون عنف.. وفى نفس الخطبة دعوت الحكام إلى الاستجابة لمطالب الشعب.. وقلت:
إما الاستقامة أو الاستقالة.
|
استطاع د/ عبد الغفور بمثابرته
أن ينتزع موافقة مشايخ الصف
الأول على تفعيل الدور السياسي
والدخول في معترك الحياة السياسية
في مصر.. ومن ثم كان إنشاء حزب
النور الذي يصفه عبد الغفور بأنه
أول أو ثاني حزب في مصر من
حيث عدد الممثلين فيه | وماذا كان رد فعل رموز العمل السلفي على هذا التوجه الجديد؟
ما قلته هو ما أدين به لله عز وجل.. ولا أريد أن أتحدث في ذلك كثيراً ولله الفضل والمنة.
متى فكرتم في الاندماج في الحياة السياسية المصرية؟
البداية كانت في الثورة المصرية.. حيث قمنا بتحمل مسئوليتنا تجاه الشارع المصري بتوجيه الناس وإرشادهم والمطالبة بالحقوق المسلوبة.. ثم بعد ذلك دورنا في اللجان الشعبية وما قمنا به من حماية الناس وممتلكاتهم.
وبعد سقوط النظام المصري استمر الدور.. وصار هناك تأييدا ً كبيرا ً في الأوساط السلفية لما قمنا به.. فقلنا لماذا لا يستمر هذا الدور في التوجيه والإرشاد والالتحام بالجماهير.. وبالفعل يوم 11فبراير توجهت إلى "الشيخ/ محمد إسماعيل" وقيادات السلفية وقلت لهم:
"لابد من المشاركة في الحياة السياسية".
وبعد مشاورات ومداولات شاقة.. وفى أواخر فبراير تم اتخاذ القرار بالمشاركة السياسية.. وبعدها تم إنشاء حزب النور.
ما هي أسباب عدم المشاركة في الحياة السياسية قبل 25 يناير؟
قبل 25 يناير لم تكن هناك أية مشاركة سياسية لأي حزب أو فصيل سياسي.. ولكن كان هناك ديكور .. حتى الإخوان كانوا في حقيقة الأمر معارضين.. ولكنهم مشاركون في إضفاء الشرعية للنظام المصري.
ولمن يقول أننا لم نكن مشاركين في الحياة السياسية قبل 25 يناير.. أقول أن العمل السياسي له درجات ولا ينحصر في العمل البرلماني أو الترشح له.
ولكن هناك مشاركة سياسية عن طريق خطب الجمعة.. والعمل في الجمعيات الخيرية ومحاربة الظلم والاحتكار.. هذه كلها مشاركة سياسية.. ولكن تبقى محدودة بحكم ظروف المرحلة.
كيف انتقلتم من المشاركة المحدودة إلى الانفتاح.. وكيف أقنعتم القواعد بهذه المشاركة؟
الإقناع يمر بمراحل.. فلا بد أن يقنع الإنسان نفسه أولا ً بالفكرة.. وهذا ما تم معي منذ فترة ليست بالقصيرة.. والحمد لله وفقنا في ذلك.
أما بالنسبة للقواعد فكان ميسورا ً.. حيث أنهم وجدوا مشايخهم وقادتهم قد اقتنعوا بالتوجه الجديد شرعا ً وواقعا ً فاستجابوا لذلك.. وكان الأمر بالنسبة للقواعد أسهل وأيسر بكثير.
هل كانت هناك تحفظات من المشايخ تجاه العمل السياسي ؟
نعم.. كانت هناك تحفظات.
هل كانت شرعية ؟
نعم كانت هذه التحفظات شرعية.. وكذلك هناك تحفظات مرتبطة بالواقع.. حيث لم يكن عندنا قواعد وكوادر سياسية تستطيع أن تنافس.. وكذلك كانت هناك تحفظات على الواقع السياسي الموجود قبل الثورة .
هل سيؤثر العمل السياسي على العمل الدعوى؟
نعم.. لا شك أن له تأثير.. ولكنه تأثير بالإيجاب وليس كما يظن البعض أن تأثير سلبي.. وخاصة إذا حقق العمل السياسي نجاحات فسوف يؤثر على العمل الدعوى بالإيجاب.
فعلى المستوى الشخصي جاءتني عروض كثيرة للكتابة في الأهرام والأخبار واليوم السابع.. فالكتابة في الصحف هي درب من دروب الدعوة إلى الله.. لأنك تخاطب ملايين البشر وطوائف مختلفة من الناس وخاصة العلمانيين والليبراليين.
وإلى هنا ينتهي الجزء الأول من حوارنا مع د/ عماد عبد الغفور على أمل بتتمة الحوار في لقاءات قادمة بإذن الله.. لكي نضع النقاط على الحروف.. ونزيل اللبس فيما يتعلق بكثير من الإشكاليات والقضايا المتعلقة بالتيار السلفي في مصر.
فالي لقاء قريب بإذن الله مع الجزء الثاني من الحوار
الاثنين الموافق:
4-12-1432هـ
31-10-2011م
| الإسم | |
| عنوان التعليق | تعليمات خارجية أم قناعات شخصية |
| ا لتيار السلفى بكافة طوائفه كان يحرم العمل السياسى تحريماً كلياً وقطعياً حتى قيام ثورة يناير ، وبعد الثورة العظمى أحل العمل السياسى وإنشاء الأحزاب وترشيح المرأة .. الخ ، ولم يكن التيار على قناعة شخصية بهذا التحريم الذى لم يكن صادراُ به فتاوى داخلية ، بل كان نتيجة فتاوى خارجية يرددها قادة و انصار التيار السلفى ، إن التيار السلفى كان يحارب التيار الإسلامى المستنير وعلى رأسه ( الإخوان المسلمين) الذين كانوا يمارسون العمل السياسى منذ عام 1928م وحتى 2011م ، بل كان يصدر الفتاوى التى كانت معدة سلفا قبل انتخابات مجلسى الشعب والشورى بحرمة دخول المجلسين وكانت الأسباب الواردة فى الفتاوى تثير الضحك والسخرية والشفقة على المستوى الذى وصل إليه هذا التيار فى ذلك الوقت ، كنت أتمنى من الدكتور أن يكون صادقاً وواضحا فى أسباب عدم خوضهم العمل السياسى قبل الثورة لأن الأسباب التى ذكرها لا تنطلى على المثقفين والمتابعبن للفكر السلفى ، كما كنت أتمنى من أحزاب التيار الإسلامى والسلفى خاصة أن تندمج مع حزب الإخوان ( الحرية والعدالة ) مهما كانت المبررات والخسائر حيث أن الحزب لديه خبرة فى العمل السياسى منذ عام 1928م وحتى الآن فذلك أفضل للجميع ، وخدمة للإسلام إن كنتم تعقلون ، وأن يتخلوا عن حب المناصب ، ويتعلموا العمل السياسى ثم بعد ذلك يرشحون أنفسهم بعيدا الإخوان ، من المؤسف والمحزن أن أنصار التيار الإسلامى لم يتمكنوا من الوحدة أو التحالف فيما بينهم بسبب الأهواء وحب المناصب وربما المصالح الشخصية والتعليمات الخارجية الخليجية لمواجهة التيار المشرك ( علمانيون - ليبراليون - شيوعيون - اشتراكيون - ....... ) كيف يتحالف هؤلاء الكارهون للإسلا م على قلب رجل واحد ، بينما أهل التوحيد يختلفون فيما بينهم وتراهم أحزابا متفرقة ؟ أفلا تعقلون ؟ يا أنصاروقادة التيار الإسلامى والسلفى خاصة ارجعوا إلى الحق إن كنتم تريدون خدمة الإسلام حقا ، وتوبوا إلى الله جميعا ً عسى الله أن يتوب عليكم ، اللهم وفق الذين يعملون على تطبيق شرعك وحكمك وعدلك . |
| الإسم | د احمد شاكر على |
| عنوان التعليق | ليس ما يدعوا للخلاف |
| الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه
تربيت مع الرعيل الاول من الجماعة الاسلاميه وكانت تربطنى علاقة طيبه ببعض رموز الاخوان و بحكم اقامتى منذ زمن فى المملكه السعوديه منذ تركى للجامعه توثقت علاقاتى بالتيار السلفى والجميع على خير وليس هناك اختلافات جزريه توجب الفرقه بل التعصب هو الذى يعمى العيون عن تصويب الاخطاء وكل تيار عنده خير فالسلفيون اصح منهجا واسلم عقيده والاخوان لهم جهد وبذل فى التربيه واعمال الخير ولا نشك فى اخلاص اى فريق وينبغى التتاصح والتواصل وهو الاصل فالمؤمنون امة واحده وحزب واحد وجسد واحد وهذا معلوم وفى الاشاره ما يغنى عن التفصيل والله الموفق |
عودة الى قصة نجاح
|