English | اردو
  الرئـيسـية من نحن مشرف الموقع اتصل بنا سجل الزوار
  من التاريخ: النكسة بين الزعيم الملهم.. والشعب المخدوع.. والهزيمة الصادمة - دروس في الدعوة: هل سنظل نقلد الفراعنة؟ - ديوان الشعر: غَـنَّيـتُ مِصْر للشاعرة/ نادية بو غرارة - قضايا معاصرة: مصر الغنيمة السياسية.. ومصر الشراكة الوطنية - اللقاء الأسبوعي: خالد حنفي: لابد من تهيئة الأجواء ووقف الاعتقالات قبل البدء في الحوار - الطريق الى الله: أخلاق الأزمة - قضايا معاصرة: إيقاظ الوعي فرض الوقت - دروس في الدعوة: أحدثكم عن/ ناجح إبراهيم - من التاريخ: ستة قطارات لحكام مصر من عباس الأول إلى الدكتور مرسى - قصة قصيرة: خطوط الجدار - دروس في الدعوة: أسباب نشأة الحركة الإسلامية في إسرائيل - دروس في الدعوة: قتل المدنيين.. صناعة القرن - الأسرة المسلمة: ماذا يحدث عند تضخم الكلية بعد استئصال الأخرى؟ - كتب ودراسات: نيلسون مانديلا.. سيرة مصورة لسجين ألهم العالم - قضايا معاصرة: ماذا يدبر للأزهر في الخفاء؟ - اللقاء الأسبوعي: د/ سيف الدولة :مازائيل اتهمني باختراق المادة الثالثة من اتفاقية السلام - الذين سبقونا: محمد يسري سلامة .. أيها الناس؟ - الطريق الى الله: أخلاقنا.. خلق التوسط والاعتدال -  
الاستطــــلاع
قرار زيادة أسعار الوقود؟
خاطيء وسيزيد حالة الإحتقان
صحيح وسيفيد الإقتصاد القومي
لا أعلم
اقتراعات سابقة
القائمة البريدية
ادخل بريدك الالكترونى
القرآن و علومه
الحديث وعلـومه
الأخبار
  • نشرة المال والاقتصاد ليوم15/7/2014
  • أخبار الحوادث ليوم15/7/2014
  • ديوان الشعر
  • العيدُ عيدُك.. للأديبة زاهية بنت البحر
  • وطن كداب
  • الذين سبقونا
  • أبي .. كما عرفته
  • أمي.. رحيل البهجة
  • أشركنا في ...
  • كيف أكفر عن أخطاء الماضي
  • أنا مدمن.. ومن أسرة صالحة.. فماذا أصنع؟
  • قصة نجاح

    د/ صلاح قشطة ج2:النواب الإسلاميون على ثغر فليسددوا وليقاربوا وليحذروا

    حاوره/ محمد خليل وهشام النجار

    ارتبطت نهضة الأمة المسلمة على امتداد تاريخها بتلاقح وامتزاج شيئين عظيمين:

    الأول: هو حزم الحكام وأمانتهم وعدالتهم وصدقهم وشعورهم بعظم المسئولية الملقاة على عاتقهم.

    والثاني: لا يقل عنه أهمية وهو جهود العلماء وأفكارهم واجتهاداتهم وحكمتهم.

    فالحكام يواجهون المخاطر ويسوسون الخلق بالعدل ويدافعون عن الحدود.. ويحفظون للمجتمعات أمنها واستقرارها.. ويأخذون على يد الظالم ويتصدون للفاسدين والمفسدين ومثيري الفتن.

    والعلماء يقومون بدور الطلائع الذين يكتشفون الأخطار قبل وقوعها.. وينيرون الدروب بالحكمة السديدة والفهم الرشيد.. ويبصرون الحكام ويدلونهم على مواضع الخلل والتقصير.. وينبهون الساسة وأصحاب القرار على المزالق والأخطار قبل التورط فيها ومواقعتها.

    وعلى ضوء هذه الحقيقة لا نفهم لماذا يُضيق الطغاة والمستبدون على علماء الأمة وحكمائها.. ولماذا يقصونهم وينفونهم ويرسلونهم إلى المعتقلات حيث غياهب الظلمات.. فالطغيان لا يأمن ولا يسمح ولا يتعايش مع الحكمة والرشد والنصح السديد.. ويقرب فقط بعض حملة الألقاب ومحترفي النفاق والتبرير والتمرير.

    واليوم لن تنهض الأمة النهضة الشاملة الحقيقية إلا بتلاقح وامتزاج جهود العلماء وجهود الحكام الأوفياء.

    وفى رحلة بحثنا عن تلك الجواهر الثمينة البعيدة عن الأضواء.. كان لقاؤنا مع أحد قامات العلم والدعوة والفكر والأدب الإسلامي الذين ظلمهم إعلامنا ضمن من ظلم.. وهو فضيلة الدكتور الشيخ صلاح خليل قشطة.. الذي نرحب به للمرة الثانية.. في هذا الحوار الممتع الممتد على موقعنا.

    أهلاً بكم ومرحباً .

    فضيلة الشيخ .. حدثنا عن الوالد رحمه الله ؟

    الوالد رحمه الله كان أكبر أفراد أسرة الحاج محمد على قشطة.. وهي من الأسر العريقة في الجمالية.. وقد امتهن الأجداد والآباء مهنة رعي الغنم "مهنة أنبياء الله ورسله.

     كما في البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.. عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما بعث الله نبيا ً إلا رعى الغنم».

    فقال أصحابه: وأنت؟

    فقال: «نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة».. وأثرَوا من وراء تلك المهنة ثراءً كبيرا ً كان سببا ً فيما بعد في تملكهم عقارات وأراضي كثيرة في الجمالية وضواحيها.

    وهل رعى والدك الغنم طويلا ً؟.. وماذا تعلم من هذه المهنة؟

    كان لأبي رحمه الله حظ كبير من هذه المهنة.. فقد رعى الغنم ما يزيد عن ربع قرن.. وهذه المدة الطويلة في رعي الأغنام انعكست على معاملاته وأسلوب حياته معنا.. فكان حنونا ً إلى أقصى درجة وكان رحيما ً مفعما ً بالأحاسيس والمشاعر الإنسانية الراقية.

     وكان صاحب نظرة بعيدة ثاقبة.. بالرغم من أنه كان أميا ً لا يكتب إلا اسمه وكلمات أخرى قليلة.. ولا يقرأ إلا كتاب الله.. وهذا من العجب حيث فتح الله عليه في القرآن.. خاصة فكان يختم كل أسبوع تقريبا ً.. ولله الحمد.

    أما في الحياة العملية وما يتعلق بها من شئون وأحوال فأستطيع القول إنه كان يمتلك قدرات هائلة في هذه المجالات أكبر بكثير من قدرات بعض حملة الشهادات العلمية.

     حتى إننا كنا نلجأ إليه ونستشيره في كثير من القضايا والمشاكل المستعصية.. فتأتي أرائه وتوجيهاته ومقترحاته في غاية الدقة والمناسبة والروعة.. توفيقاً من الله وفضلا ً .

    كيف تعامل رحمه الله مع الجنوح الجماعي في العائلة نحو الالتزام.. خاصة وأن هناك خمسة أشقاء قد أطلقوا لحاهم؟

    لم يعنف أحدا ً منا يوما ً.. ولم يراجع واحدا ً منا في التزامه أو إطلاقه لحيته أو ذهابه إلى مسجد بعينه.. بل إنه في أحلك وأشد الأوقات في معمعة أحداث عام 81م على سبيل المثال لم يطلب منا التراجع.. ولم يأمر أحدنا بالتخلي عن قناعاته وأفكاره السياسية.

    هل تذكر لنا مثالا ً على ذلك ؟

    أذكر أن بيتنا في خضم تلك الأحداث الكبيرة كان معرضا ً باستمرار لزيارات زوار الفجر التي بدأت باعتقال أخي خليل إبان مقتل السادات.. ثم الاعتقالات المتكررة لأخي حامد طيلة ثمانينات القرن الماضي.. ثم اعتقالي أنا في أواخر الثمانينات.. وما تخلل ذلك من استدعاءات كثيرة وتهديدات وتوعدات من قبل أذناب نظام المخلوع.

    ورغم كل ما حدث إلا أنه رحمه الله أعطانا مطلق الحرية في اختيار الطريق الذي نسلكه.

     بل انتهى به المطاف أخيراً أن يُطلق هو لحيته ويستمر على ذلك حتى وفاته عام 2002م عن عمر ناهز السابعة والثمانين.

    هل كان يحثك على طلب العلم.. وكيف كان شعوره عندما رآك تتبوأ هذه المكانة في هذا المجال؟

    كان والدي رحمه الله بطبيعته يحب العلم ويقدر العلماء.. وكان دائم التذكير لي – قدر استطاعته - بفضل العلم وأهمية تحصيله.

    وأذكر أنه زارني في جدة حينما كنت إماما ً لمسجد عبد الملك بن إبراهيم بحي الصفا بجدة.. ومكث معي هناك ثلاثة أشهر.. وكنت أرى الفرحة في عينيه كلما انتهيت من صلاة التروايح والتهجد في رمضان.. ويقبل على بوجه طلق مليء بالبشر ويقول لي "الله يبارك فيك يا شيخ صالح".

    فكان رحمه الله يعجبه أن يناديني بصالح بدلا ً من صلاح .

    وماذا عن الوالدة رحمها الله ؟

    الوالدة رحمها الله لم تختلف كثيراً عن الوالد.. فقد تعهدتنا منذ نعومة أظفارنا برعايتها وحنانها ورحمتها وشفقتها.. وبرغم حرصها وخوفها الشديد علينا كذلك لم تطلب منا التخلي عن قناعاتنا الفكرية.. ومبلغ ما كانت تفعله أنها تطلب منا الحذر حتى لا نعرض أنفسنا لما لا تطيقه.

    هل تذكر موقفاً طريفا مع الوالد رحمه الله؟

    في أواخر الثمانينات تحديدا ً كنت كثيرا ً ما أتنقل لإلقاء المحاضرات والدروس في مساجد بلاد محيطة بنا.. مما يضطرني إلى العودة إلى المنزل في ساعات متأخرة من الليل أحياناً.. وكان هذا الأمر في حد ذاته مصدر قلق للعائلة وللوالد بصفة خاصة.

    فكنت أجتهد لأصل إلى البيت - إذا تأخرت - بطريقة لا تثير انتباهه.

    وفى ليلة ذهبت إلى مركز "شربين" لمقابلة بعض المشايخ وكان بصحبتي الأخ محمد الريس من " المنزلة " وغادرنا بعد العشاء بقليل .. لكن المواصلات كانت في منتهى الصعوبة وظللنا نسير على أقدامنا وكلما أشرنا لسيارة لتقلنا تمتنع..  حتى وقفنا في مكان موحش مظلم ننتظر سيارة في منطقة "السرو"  ولم نصدق أنفسنا عندما رأينا سيارة تهدئ السرعة لتقلنا بعد انتظار ساعات في الطريق.. فقلت في نفسي: الحمد لله فُرجت.

    ولم يبق إلا التفكير في حيلة تجعلني أدخل البيت خلسة من غير أن يراني أبي .. ولم أكد أستوي أنا والأخ محمد على صندوق السيارة (نصف النقل) حتى كانت المفاجأة العجيبة.. وذلك عندما ذهبت إلى سائق السيارة لأخبره بمكان نزولي فإذا هو أخي !!.. وكانت المفاجأة الأشد أن الجالس بجواره كان أبي !!!

    فنظر إلي ونظرت إليه وفهم كل منا ما في نفس الآخر ولم نزد على أن تبادلنا الابتسامة من غير تعقيب على هذا الموقف الذي بقي لنتندر به في مجالسنا بعد ذلك .

    أُثيرت بعد صعود الإسلاميين إلى السلطة قضية الشريعة.. فما هي الصورة المُثلى لتطبيقها اليوم من وجهة نظركم؟

    لا شك أن تطبيق الشريعة الإسلامية يجب أن يُنظر إليه اليوم بالمفهوم الواسع الرحب الفسيح الذي يليق بكمال شرع الله وجماله.. وليس بالمفهوم الضيق المحصور في تطبيق الحدود فقط.

    والتطبيق بناءً على هذه الحيثية لا ريب أنه يحتاج إلى مجهودات كبيرة جدا ً.. لأننا سنكون بصدد إعادة بناء منظومة كاملة الأركان من مفاهيم وأفكار وتصورات ومؤسسات وعادات وتقاليد ومعاملات وعلاقات دولية ونُظم إدارة على أنقاض المنظومة التي ورثناها عن النظام السابق.. هذه المنظومة التي لا يختلف اثنان أنها في حالة إعياء شديد تشرف منه على الموت جراء سوء الإدارة الذي مورس بشكل ممنهج من قبل أنظمة سالفة كانت تحترف الغباء السياسي والعته الفكري والتبعية المذلة المهينة لأعداء هذا الوطن الطيب.. هذه الأنظمة أفسدت حتى الهواء الذي نتنسمه.

     ومن ثم فإنني أرى أنه لا منقذ ولا منجي من هذه الأوضاع المتردية إلا تطبيق شرع الله كاملاً غير منقوص على أن توكل مهمة تحديد الأوقات المناسبة للتطبيق إلى أولي العلم والبصيرة والتجرد.. حتى نأمن على شريعة الله الغراء ومنهجه الأغر من مكر أي مغرض أو شانئ يجد بغيته في الطعن على الشريعة ويكون الذي أتاح له تلك الفرصة التطبيق المتعجل غير القائم على الدراسة المستفيضة والإلمام بالواقع .

    وهذا يستتبع بالضرورة جهودا ً مضنية ومتواصلة على مدى ربما سنوات .. فلا يُتصور أن يحدث هذا الإنجاز الكبير الضخم بين يوم وليلة.

    وهل تخاف من التعجل في تطبيق الشريعة في الواقع المصري؟

    أخشى ما أخشاه أن نقدم اليوم أُنموذجاً نتعجل في إعداده.. دون أن يكون المجتمع مهيئا ً لتلقيه فتؤثر فينا وفى الجماهير هذه التجربة بالسلب كما حدث في تجربة السودان أيام حكم جعفر النميرى.. والتي كانت تجربة قاصرة فاشلة لأنها تمت على عجل بدون استيفاء كل عناصر النجاح وأرادها النميرى لمصلحته الخاصة.. فكان الفشل حليفها للأسف الشديد.

    من هم المنوط بهم إعداد وتقديم هذا النموذج ؟

    هم العلماء العاملون المشهود لهم بالرسوخ في العلم والرجاحة في العقل والأمانة في الأداء والتجرد من حظوظ الدنيا والنفس.

     فهؤلاء هم الأمل اليوم في تقديم وصفة شاملة متكاملة بعضها قصير الأمد وبعضها متوسط وبعضها طويل.. توافق بين الواقع والنص الشرعي..وبين حاجات الناس والأوقات الملائمة للتطبيق .

     فلا مانع – كما ذكرت – أن تؤلف لجنة عليا ينتخب أعضاؤها من قبل العلماء تناط بها هذه المهمة الجليلة إعدادا ً وتنفيذاً.. وتكون بعيدة عن أي مؤثرات خارجية يمكن أن تربكها في عملها أو تجرفها بعيداً عن أهدافها.

    أفهم من ذلك أن فضيلتك تدعو إلى التروي والتدرج وعدم العجلة في تطبيق الشريعة بالمفهوم الذي قد يتبادر إلى أذهان الكثيرين؟

    هناك في السنة مواضع كثيرة تنير لنا هذا الدرب كما حدث في تحريم الخمر والرق على سبيل المثال..  والأمر متروك لاجتهاد العلماء وهم القادرون على اختيار ما يحقق مصلحة الأمة.

    وفى صلح الحديبية نتلقى معان جليلة في هذا الباب عندما آخر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعض المصالح الآنية جلبا ً لمصالح مستقبلية منظورة.

    ومن عظمة هذه الشريعة أن المتغيرات خاضعة للنظر بحسب ما يحقق مصالح الأمة.. فما دامت المسألة لا تتعلق بالأصول والثوابت فلا مانع من إعمال العلماء اجتهاداتهم للخروج بأحكام تناسب واقع الحال وتراعى التيسير على الخلق وتحقق المصلحة بالقدر الذي لا يصطدم بالثوابت .

    برأي فضيلتك.. ما هي أهم أولويات الإسلاميين اليوم وقد تصدروا المشهد ؟

    أرى أن أهم أولوياتهم وحدة الصف وتوحيد الكلمة والخروج من الخلاف المذموم الذي يؤدى إلى النزاع الذي حذرنا الله منه " وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ".

     فالنزاع يفضى حتماً إلى الفشل .. وفى الآية معنى لطيف أن حمل النفس على عدم النزاع يحتاج إلى صبر.. والصابرون دوما ً في معية الله عز وجل .

    فأولى أولويات الإسلاميين الذين تصدروا المشهد عن جدارة وحازوا ثقة الجماهير أن يتوافقوا فيما بينهم وأن ينحوا أسباب النزاع والخلاف جانبا ً  وألا يكونوا عوناً لمن يتربص بهم ويدبر المكائد لإفشال تجربتهم.. فالحكمة تقتضى ألا يسلموا أنفسهم لكيد الكائدين ومكر الماكرين.

    والأولوية الثانية أن يتحملوا مسئولياتهم كاملة وأن يُروا الله من أنفسهم خيراً وأن يكونوا على قدر ثقة الشعب فيهم .. فلابد من مضاعفة الجهود لخدمة الضعفاء والمحتاجين وألا تستغرقهم القضايا الهامشية والفرعية عن المهمات الكبرى التي من أجل انجازها دفع بهم الشعب إلى الصدارة .. وأن يرتبوا أولوياتهم ترتيبا ً استراتيجيا ً يُفضى بهم إلى تحقيق المصالح العامة لمصر ولشعبها الكريم .

    هل تعتقد فضيلتك أنهم قادرون على التعاطي مع هذا الوضع الجديد وعلى التعامل مع مناورات ومكائد اللعبة السياسية ؟

    الإسلاميون الآن في واقع مختلف ووضع جديد له مقتضياته ومتطلباته ولابد من تفهمهم هذا الأمر جيدا ً .. وأن يطلبوا الفائدة والخبرة وأن يكثروا الاحتكاك والتعامل مع المعتدلين ذوى الخبرة الممتدة في عالم السياسة والاقتصاد وغير ذلك.

    وأقترح أن تنظم بين الحين والآخر دورات مكثفة تحت إشراف الأحزاب التي ينتمي إليها هؤلاء الأعضاء وأن يعودوا دائما ً إلى المتخصصين في العلوم السياسية والاقتصاد.. وأن يستعينوا بالخبرات والكفاءات التي تذخر بها مصر.

    فإذا تصرف الإسلاميون على هذا النحو من الجدية أظن أنهم بما يملكون من إخلاص وحب لأوطانهم .. كما يمليه عليهم دينهم سوف يتداركون بسرعة ما فاتهم من فنون السياسة وإدارة الدول والذي استماتت الأنظمة السابقة في صرفهم عنها بكل السبل.. وهو أمر يعلمه كل أحد .

    ماذا تهدى لهم من سنة النبي (صلى الله عليه وسلم) ؟

    أهدى لهم ما قاله النبي (صلى الله عليه وسلم):

     "ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته".. وهم الآن في مكان المسئولية ومحل الرعاية .. فهم نواب الأمة والمسئولون عنها أمام الله .. فعليهم أن يسددوا ويقاربوا ويحذروا أن يؤتى الإسلام من قبلهم فنندم جميعا ً ولات حين مندم.

     يقول الإمام الأوزاعي: كان يقال:

     ما من مسلم إلا وهو قائم على ثغرة من ثغر الإسلام.. فمن استطاع ألا يؤتى الإسلام من ثغرته فليفعل.

    وبقريب من ذلك قال الحسن بن حي:

    " إنما المسلمون على الإسلام بمنزلة الحصن.. فإذا أحدث المسلم حدثا ثغر في الإسلام من قبله.. فإن أحدث المسلمون كلهم فاثبت أنت على الأمر الذي لو اجتمعوا عليه لقام الدين لله بالأمر الذي أراده من خلقه لا يؤتى الإسلام من قبلك ".

     فهذه أمانة ثقيلة ومهمة جسيمة نسأل الله أن يوفق إخوتنا في المجلسين وما سيلي ذلك بتوفيق الله من وزارات ورئاسة لأدائها وأن يعينهم على حملها .

    برأيك ما هي مواصفات رئيس مصر القادم ؟

    أن يكون متقيا ً لله في سره وعلانيته .. أمينا ً قادرا ً على تحمل المسئولية وأدائها .. عادلا ً يأبى الضيم والجور..  عارفا ً بالمشاكل الرئيسية التي تواجهها بلادنا الحبيبة في الداخل والخارج.. ولديه رؤى واضحة لحلها.. لا تستغرقه الجزئيات ولا يهملها بالمرة.. لا يحابي ولا يجامل.. يوسد الأمر لأهله.

     كبير النفس عظيم الهمة.. يلين لبني وطنه يشتد على كل معتد غاشم .. لا تأخذه في الله لومة لائم.. يعيش مع الناس آلامهم وآمالهم.. يكثر من الأفعال ويقل من الأقوال.. يأخذ قراره من واقع رغبته في خدمة شعبه ولا يتأثر في قراراته بالإملاءات الخارجية.. وأخيراً يتذكر أنه يحكم بلدا ً كبيرا ً عظيما ً اسمه مصر.

     وأستطيع القول - في هذه اللحظة المهمة ليس في تاريخ مصر وحدها .. بل في تاريخ العالم بأسره - أن أمر تحديد اسم رئيس مصر القادم من بين المرشحين لشغل ذلك المنصب أضحى أمرا ً واجبا ً على كل من له رأي وتأثير.. ولا تحتمل اللحظة أي تمييع لهذا الأمر أو تسويف فيه .

    وعليه فإنني أرى أنه لا يصلح لاستلام حكم مصر في هذه المرحلة إلا ذلك الأريب الأديب الفطن محمد حازم صلاح أبو إسماعيل.. وفقه الله وسدد خطاه.

    وماذا عن الرئيس التوافقي؟

    أخشى أن تضيع من أجل الحصول عليه كثير من الصفات المطلوبة رغبة في إرضاء جميع الفرقاء.. فلتُجر انتخابات ديمقراطية شفافة والشعب المصري بوعيه ومهارته وذكائه الفطري قادر على اختيار الأصلح والأفضل من بين كل المتقدمين لشغل المنصب.. وهذا هو السبيل الواضح اتقاء ً للدخول في مماحكات ودوامات من الجدل العقيم حول مدى شرعية الرئيس الذي جاء بالتوافق من عدمه.. ووطننا لا يحتمل أي عقبات جديدة أمام انتقاله إلى الاستقرار وتسليم السلطة .

    وما تقييم فضيلتك لأداء النواب الإسلاميين في البرلمان ؟

    الفترة الزمنية المحدودة منذ انطلاق أعمال المجلس لا تسمح بالتقييم الشامل والنهائي.. إلا أنني مستبشر خيرا ً بأن الإسلاميين الذين وضع الشعب المصري العظيم ثقته فيهم سيكونون أهلا ً لهذه الثقة .. وسوف يؤدون المطلوب منهم بنسبة عالية.. لا أقول بنسبة مائة في المائة فهذا أمر خارج طاقة البشر .

    والمؤشرات الأولية تؤكد للجميع أنهم جديرون بالتصدي للقضايا الهامة والملفات الشائكة.

     وقد تابعنا ذلك من خلال الاستجوابات القوية والعمل الدءوب من خلال اللجان لحل كثير من المشكلات الملحة ومتابعة القضايا العاجلة.. وظهر ذلك جلياً في أداء لجنة تقصى الحقائق التي تابعت وحققت في كارثة إستاد بورسعيد.. وما طرحوه على المجلس من نتائج أولية تشير إلى الجهود المضنية التي قامت بها اللجنة للتوصل إلى الحقيقة وللإلمام بكل ملابسات الجريمة المروعة .

    كيف تشبه حال الإسلاميين اليوم وما يواجهونه من تحديات ؟

    مثلهم كمثل من استُأمن آخر على جوهرة فهو يصل ليله بنهاره حتى لا يصيبها مكروه ..  فمصر هي الجوهرة النفيسة الغالية وقد وضعها الشعب أمانة بيد الإسلاميين.. فواجبهم صونها والمحافظة عليها والدفاع عنها في مواجهة اللصوص والفاسدين في الداخل والخارج.

    وأنا أشفق على الإسلاميين اليوم وأتصور أنهم ليسوا في نزهة ولا رحلة يحققون من خلالها بعض الشهرة وبعض المكاسب المادية.. بل هم في مهمة شاقة كثيرة الأعباء.

     فلا مجال للراحة ولا النوم ولا تسامح مع أي إهمال أو كسل أو تقصير.. بل العمل العمل.. والجد الجد .. والاجتهاد الاجتهاد حتى يحقق الله عز وجل على أيديهم الخير والنفع . 

    وماذا تقول عن د/ سعد الكتاتنى وله ؟

    أنا من أسعد الناس بوصول د/ الكتاتنى لهذا المنصب .. وأرى من خلال معلوماتي التي أتحصل عليها من الإعلام ومن خلال مشاهداتي لأسلوب إدارته للجلسات أنه الشخص المناسب لهذا المنصب.

     فهو يتميز بالمزج في إدارته بين الحزم في غير تسلط ولا استبداد.. والمزح في غير إخلال ولا رخاوة ولا سقوط هيبة .. وهذه براعة لا يحسنها أي أحد .

    وأسأل الله أن يوفقه وإخوانه في إدارة هذه المرحلة الحرجة من تاريخ مصر بما يرضى المولى جل وعلا .. وبما يحقق المصلحة للوطن وللشعب على السواء .

    ولكن هل هناك من مآخذ على أداء النواب الإسلاميين ؟

    باعتباري مواطن مصري غيور على وطنه أنتظر المزيد والمزيد ومضاعفة الجهود من إخواننا تحت قبة البرلمان .. ورغم إعجابي بالأداء المتميز لهم إلا أنني ألحظ عدم ظهور الكثرة منهم الظهور القوى المنتظر منهم في الاستجوابات والمناقشات والاقتراحات والمبادرات القوية التي تنهض بالمجتمع .

    وأرجو أن يكون ذلك راجعا ً إلى أسباب إجرائية بحتة داخل المجلس.. وألا يكون نتيجة كسل أو تهاون.

    كما أنني خلال فترة وجودي في مصر لم ألمس حضورا ً وتواجدا ً قويا ً من نواب دائرتي في الشارع وبين الجماهير .

    وأتمنى أن يكون ذلك راجعا ً للأعباء الثقيلة التي واجهها المجلس مع بداية انطلاقه نظرا ً للظروف الاستثنائية التي تمر بها مصر.. وألا يكون هذا هو النظام الذي سيتبعه الأعضاء في التعامل مع جماهير دوائرهم.. كما كان الحال سابقا ً.

    شخصيات كنت تتمنى فضيلتك رؤيتها في البرلمان ؟

    في دائرتي التي انتمى إليها تمنيت أن أرى شخصيات جديرة فعلا ً بتمثيل الناس ولديها القدرة الفكرية والثقافية والخبرة السياسية.. منهم على سبيل المثال لا الحصر أخي العزيز الشيخ محمد خليل وأخي العزيز السيد صقر وأخي العزيز هشام النجار .

    ماذا عن الشيخ حامد قشطة ؟

    " يجيب فضيلة الشيخ صلاح ضاحكا ً ":

     الشيخ حامد ندخره للرئاسة في الوقت المناسب .

    وماذا عن الشيخ صلاح قشطة.. الكثيرون يتساءلون لماذا لم يتقدم الشيخ صلاح رغم أنه الأجدر والأفضل من جميع النواحي ؟

    في الحقيقة عُرض على هذا الأمر.. ولكن لارتباطاتي في الخارج ولاعتبارات أخرى فضلت على ضوئها التأني, من جهة أخرى رأيت أن آخذ وقتي في دراسة الموضوع دراسة بجدية ولفهم التجربة عن قرب من كافة جوانبه, حتى إذا ما قررت خوض التجربة فعليا ً خضتها بوعي تام يعينني على الأداء الجيد الذي يجعلني راضيا ً عن نفسي.. وهذا بالطبع لم يتح لي الفترة الماضية لأنني كنت خارج مصر كما ذكرت.. وعلى أي حال سيكون لكل حدث حديث ، بعون الله تعالى.

    ما هي قضيتك الأولى التي ستكون محور اهتمامك وأنت تحت القبة ؟

    قضيتي الأولى ستكون مكافحة الظلم بكافة صوره وأشكاله.. فالظلم ظلام يجعل الخلق يسيرون على غير هدى.. ومع طغيانه تُرى الأشياء على غير حقائقها وترتبك مسيرة الحياة وتتخلف المجتمعات .

     وقضية الظلم تمس عصب القضايا الجوهرية التي أسعى لحلها حلا ً جذريا ً مثل مشكلة البطالة والفقر والتمييز وعدم المساواة.

    فلو قُدر لي بإذن الله الاضطلاع بهذه المهمة وأصبحت يوما ً نائبا ً عن الأمة فسيكون شغلي الشاغل تلك القضية .. وهى قضية كبيرة ومتشعبة من غير شك .

    وبحسب المعطيات المطروحة يحدد الواحد منا قراراته وقناعتي الآن التي تكونت خلال الفترة الماضية أنه إذا استمر الوضع على هذا النحو وكان للمجلس بالفعل دور حقيقي وفاعل وملموس في صناعة التغيير المنشود بدون محاولات لتهميش دوره أو إقصائه.. فساعتها من الممكن جداً أن أفكر جدياً في خوض التجربة والانخراط في هذا العمل .

    وماذا عن تقييم فضيلتك لأداء نواب الأحزاب الليبرالية ؟

    من طبيعتي أنني لا أستعدى أي أحد على خلفية أيديولوجيته وفكره ولا أنادى بعداء أي شخص.

     وأيضاً لا أعمم في مقولة أو حكم إنما أفترض في الجميع الخير وأحسبهم يحبون وطنهم ويسعون من أجل مصلحته.. ولا أتهم أحدا ً من قريب أو بعيد بأنه يعمل ضد مصر أو لحساب أجندات بعينها ما لم يظهر شيء من ذلك جليا ً .. بل أحسبهم من الوطنيين الشرفاء الغيورين على مصلحة بلادهم .

    وماذا عن نظرتهم هم  للإسلاميين.. فهناك حسن ظن بهم قد يُقابل منهم بعكس ذلك ؟

    الأصل أننا نحترم الخلاف والتنوع ونقدر كل مجهود يصب في خدمة الوطن .. سواء من الإسلاميين أو من غيرهم..  ولابد أن نضع هذا الأمر نُصب أعيننا جيدا ً أننا جميعاً في خندق واحد.

    وجميعنا تقلنا سفينة واحدة .. والهدف الوصول إلى بر الأمان وخدمة مصر وشعبها وهذا لن يحدث بالشكل الذي يرضينا إذا توزعت جهودنا وقضينا أوقاتنا في النزاع حول قضايا هامشية وتبادل اتهامات التخوين والتقليل من شأن بعضنا البعض .

    وفى نهاية هذا الجزء من الحوار نتقدم بوافر الشكر لفضيلة د/ صلاح قشطة الذي غمرنا بكرمه وعلمه منذ اللحظات الأولى للتعرف عليه قبل سنوات طوال وحتى اليوم .

     وفى الجزء القادم من الحوار سنناقش مع فضيلته قضايا أخرى هامة.. فإلى هذا اللقاء بإذن الله

    الأربعاء الموافق

    28-4-1433هـ

    21-3-2012م


    الإسمام الفرسان
    عنوان التعليقشكرا
    زادك الله من علمه ورحم الله والدك ووالدتك أسأل الله ان يدخلهم في مستقر رحمته فقد كانوا نعم الأهل

    الإسم
    عنوان التعليقشكر جزيلا للأستاذ هشام
    خيرى البهلول ............................. شكرا جزيلا للأستاذ هشام لتذكيره وتسليطه الضوء على شخصيات طالما أحببناه وتعلمنا منها .. على رأسهم الشيخ صلاح قشطة الذى نحبه ونفخر به ... شكرا لكم

    الإسم
    عنوان التعليقاستمتعنا بالحوار
    سمير البيلى ............................ استمتعنا بالحوار مع الشيخ " صالح " كما كان أبوه رحمه الله يحب أن يناديه . بارك الله فيه وأكثر من أمثاله .

    الإسمأبو المجد
    عنوان التعليقمن تلاميذ الشيخ
    الشيخ صلاح أول شيخ درسني سنن الترمذي في دار الحديث قبل حوالي 11 عاماً جزاه الله وإياكم كل خير.


    عودة الى قصة نجاح

    قضــايا شرعـــية
    منبر الدعوة
    واحـــة الأدب
    خدمات الموقع