إبراهيم علي المحامي.. سلاما ً وتحية

بقلم/ أحمد زكريا

عرفته منذ ربع قرن تقريبا ً.. مناضلا ً مكافحا ً.. لا يرضى بالظلم.. ولا يسكت في مواجهته.. لا يخشى في الله لومة لائم.. شعلة من النشاط والهمة.. يسعى في مصالح الناس.. ويضحي بنفسه وبمصلحته.. أهم ما يسعده أن يكون سببا في تفريج كرب.. أو سد حاجة محتاج.. أو نصرة مظلوم.. كم جاب السجون شرقا وغربا شمالا ًوجنوبا ً زائرا ً ومدافعا ً.. ثم بعد ذلك ساكناً ومعتقلا ً.

إنه أ/ إبراهيم علي السيد المحامي ابن قرية ميت بره التابعة لمركز قويسنا بمحافظة المنوفية، الوفدي القديم.. والذي بذل عمره وصحته وماله نصرة لأبناء الجماعة.. بل ولكل أبناء الحركة الإسلامية.

وبرغم السنوات الطوال في غياهب السجون.. وما خلفته السجون من أمراض السكر والضغط،وآلام الظهر.. إلا أنه هو هو لم تزده المحنة إلا إصرارا ً ومثابرة على نصرة المظلومين.. كان يجهر بالحق قديما ومازال.. تجده يتحدث في وسائل المواصلات العامة عن ظلم وطغيان حسني مبارك وأمن الدولة.. في وقت ما كان لأحد أن يتكلم.. يوزع التظلمات على الكثير ليكتبوا معه.. يحرص على أن يجعل من قضية الأخوة المعتقلين قضية عامة شعبية.. وقد كلفه ذلك الكثير من العنت والتضييق والسجن والظلم.

لم يكن يهدأ له بال إذا سمع بأسرة فقيرة من أسر المعتقلين.. يدور على ربوع الجمهورية يجمع لهم المال ويوفر لهم المأوى والطعام.

لم تنم له عين إذا سمع عن مريض يحتاج إلى عملية جراحية باهظة التكاليف.. أو مرض طويل يحتاج إلى عناية خاصة.. كان يعرض وجهه وجاهه للجميع كي يسد هذا العجز.. ويعالج ذلك المريض.. وكل ذلك احتسابا للثواب وابتغاء وجه الله.

واليوم حين منّ الله على باقي مشايخنا بالفرج والعفو.. وتمت نعمة الله علينا وعليهم.. وتحقق أملنا وأمل الأستاذ إبراهيم علي.. وما بقي إلا أن ننعم برؤية إمامنا وشيخنا عمر.. وسيكون بإذن الله قريبا.. كان لابد في غمرة الفرحة والسعادة بمشايخنا ألا ننسى هذا الجندي المجهول.. والذي بذل جهدا ً خارقا ً لكي يتم الله نصره وفضله.

فكان لابد من كلمة شكر.. من باب لم يشكر الله من لم يشكر الناس.. وأظن أن الجماعة الإسلامية تضع تكريم الأستاذ إبراهيم نصب عينيها مع باقي الجنود الذين كان لهم الدور الرائع في نصرة الحق.. ورفع الظلم وحرية القادة كالشيخ محمد ياسين، والشيخ كرم زهدي، ود/ ناجح إبراهيم والشيخ حمدي عبد الرحمن، وغيرهم .

فهذا وقت لابد فيه من رد الجميل ولو بكلمة شكر لكل من أسدى لنا معروفا.. وقد علمتنا الجماعة ذلك طوال تاريخها المجيد.

فجزاكم الله خيرا مشايخنا وأحبتنا على بذلكم وعطائكم.. وحريتكم وعودتكم إلينا سالمين غانمين.

والله أسأل أن يجعل ذلك في ميزان حسناتنا جميعا يوم نلقاه

الثلاثاء الموافق:

24-10-1433هـ

11-9-2012م

عودة الى قصة نجاح