·في شواهد التاريخ بحثنا .. وفي عبر الزمان نقبنا .. وفي تاريخ الحركات الإسلامية قديمها ومعاصرها أمعنا النظر ملياً .. ومن خلال تقييم شامل ومدروس لتاريخنا .. وتحديداً لفترات القتال المرير الذي خضناه في ثمانينات وتسعينيات القرن المنصرم.
·نقرر ونؤكد على خطورة الخروج المسلح على الحكام في البلاد الإسلامية والعربية .. وما يترتب عليه من آثار وخيمة ونتائج مدمرة.
·فمن خلال تجربتنا التي امتدت طويلاً .. ومن قبلنا وبعدنا تجارب وتجارب .. نؤكد على أن الخروج المسلح على أولئك الحكام هو قتال في غير ميدان .. من شأنه أن يذهب الدين ويضيع الحقوق ويهدر الكرامات .. وتكثر فيه المظالم.
·لقد استعرضنا تاريخ الخروج على الحكام والحكومات .. ووقفنا على نتائجها بحلوها ومرها .. بإيجابياتها وسلبياتها .. فرأينا الحسين بن علي رضي الله عنه وهو يقتل وآل بيته .. وقد انفض عنهم الجمع وتخلى الناس عنه وهو سيد شباب أهل الجنة. وغمرتنا الآلام والأتراح ونحن نرى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم مستباحة تسيل فيها الدماء وتتناثر الأشلاء وتعمل في أهلها سيوف جيش يزيد.
·أدميت قلوبنا ونحن ننظر الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير ابن أسماء وحفيد أبي بكر رضي الله عنهم أجمعين .. وهو مصلوب يمثل بجثته الحجاج.
·رأينا الحجيج يتساقطون في بيت الله الحرام والكعبة تهدم بالمنجنيق.
·رأينا خارطة الإسلام تنزف الدماء وتفيض بلونها القاني .. في الجزائر وحماة ومكة ومصر وغيرها.
·أضأنا أنوار العبرة ومصابيح العظة .. وعلى ضوئها رأينا ما رأينا.
·رأينا أكثر الذين خرجوا على الحكام قديماً وحديثاً .. هم صفوة الشباب وخيرة الرجال .. الذين ما خرجوا إلا لإحقاق الحقوق ورفع المظالم.
·ولكن .. لا الحقوق عادت لأصحابها .. ولا المظالم رفعت عن كاهلهم .. ولا عاد هؤلاء إلى دعوتهم ومساجدهم بل لم يعودوا إلى بيوتهم وأسرهم .. ولكنهم أضحوا ما بين قتيل أو شريد أو سجين .. وما عاد الدين أكثر منعة وأشد قوة .. وإنما عاد مثخناً في جراحه .. مهيضاً جناحه .. تحرقه اللوعة على أبنائه .. لا يقوى على الدفاع عن نفسه فضلاً عن منازلة الآخرين من أعدائه الحقيقيين.
·لذلك فإننا نؤمن أن القتال المسلح بين المسلمين بعضهم البعض إنما يعود بأعظم الخسائر على الإسلام وعلى المسلمين .. وعلى بلاد الإسلام جميعاً.
·فضلاً عن كونه من أعظم الأسباب لتدخل الدول الكبرى في شئون المسلمين والعبث بمقدراتها.
·خاصة بعد ما رأيناه من سن القوانين الأمريكية التي تتدخل من خلالها في شئون بلادنا .. كقانون حماية الأقليات الدينية والعرقية .. والقرارات التي صدرت بتوجيه الضربات الاستباقية ضد أي دولة أو جماعة تخرج عن طوع الإدارة الأمريكية أو تصادم مصالحها .. وذلك تحت ما يسمى بالحرب على الإرهاب.