·نفهم أن الإسلام وحي معصوم .. أما الفكر الإسلامي فهو فكر بشري قاصر لا عصمة له .. كما نفهم الحكم الإسلامي على أنه عمل السلطة البشرية في تنفيذه .. فلا عصمة له.
·فالفكر هو إعمال العقل للقيام بالأعمال الذهنية واستنباط الحكم والخروج بالرؤى والتصورات الصحيحة المناسبة للواقع.
·والفكر بهذا الوصف يخرج من ذهن بشرى ينظر للواقع والمنهج الذي يعمله في هذا الواقع .. ولذلك فهو ليس بمعصوم وإنما يرد عليه الخطأ.
·فالفكر البشرى إذاً لا قدسية له .. وإنما القدسية للكتاب والسنة وأحكام الإسلام القطعية والمجمع عليها.
·وكذلك فإن الشريعة الإسلامية تختلف عن الفقه الإسلامي .. حيث أن الشريعة هي مجموع أحكام الله تعالى الثابتة عنه سبحانه وعن نبيه صلى الله عليه وسلم والتي تنظم حياة الناس ومصدرها كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأما الفقه فهو نوع من أنواع الفكر البشرى .. وهو إعمال المجتهدين عقولهم في الشريعة .. استخلاصاً لأحكامها وتفسيراً لنصوصها وقياساً على المنصوص فيما لم يرد فيه نص .. وطلباً للمصلحة فيما يعرض من أمور السياسة والحياة.
·ومن ثم فنصوص الشريعة واجبة القبول والطاعة .. وقول الفقيه يمكن أن يقبل أو يرد .. ولكن قبوله أو رده لا يكون عن هوى وإنما بضوابط شرعية محددة يعرفها أهل الاختصاص.
·إننا ندرك أن تنزيل الفكر الإسلاميمنزلة الإسلام نفسه خطأ كبير ووهم عظيم .. فإن الإسلام فيه من السعة ما تضيق عنه أفكار المفكرين .. وفيه من الحكمة ما تقصر دونه أفهامهم .. وما على المسلمين إلا أن يدوروا مع الإسلام حيث دار .. وأن يعملوا عقولهم في إدراك أحكامه التي تناسب زمانهم.