أعلن رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو يوم الأحد (21/ 2) ضم منطقة الحرم الإبراهيمي بالخليل ومسجدا ً في مدينة بيت لحم.. إضافة إلى أماكن مقدسة أخرى تابعة للفلسطينيين إلى قائمة المواقع الأثرية "اليهودية".
في وقت أصدر قرارا برصد مبلغ (500 مليون شيكل) لإعادة تأهيلها باعتبارها مواقع تابعة لليهود.
تعليق
بقلم/ محمد بكرى
هذه جريمة جديدة من جرائم الاحتلال تأتى بعد فشل المحاولات المستميتة لإثبات أي حق تاريخي لهم في فلسطين عامة.. والقدس خاصة عن طريق الحفريات.. وهدفها المعلن كما يزعم اليهود هو "توثيق العلاقة بين مواطني إسرائيل والشعب اليهودي في الشتات، وبين تراثه التاريخي والصهيوني في إسرائيل".
لم تكن الجريمة أمراً مستغرباً ففي كلمته في مؤتمر "هرتسليا للأمن والمناعة القومية" مطلع شهر فبراير الجاري قال نتنياهو إن:
"ضمان وجودنا متعلق ليس فقط بمنظومات السلاح أو قوة الجيش أو قوة الاقتصاد أو بقدرتنا على التجديد، أو التصدير، وبكل مكامن القوى تلك التي تعتبر مهمة جدا ً، بل متعلقة قبل كل شيء بما نحمله من معرفة ومشاعر وطنية، والذي ننقله لأبنائنا، وفي جهازنا التعليمي".
وتشمل هذه الخطة أيضا ً إقامة نصب تذكارية، ومتاحف صغيرة، ومسارات للمشاة، ومواقع أثرية وحدائق، ومراكز معلومات، وترميم مواقع قائمة.
وقد رحب كلا ً من مجلس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، ومجموعة الضغط المؤيدة للاستيطان في الكنيست بالقرار.. لاسيما أنه يأتي قبل من ذكرى قيام المجرم "باروخ غولدستاين" بارتكاب مجزرته الرهيبة ضد المواطنين الفلسطينيين.. الذين كانوا يؤدون صلاة الفجر في المسجد في 25 فبراير 1994.
من المؤسف حقا ً أن تقول إسرائيل أنها تتطلع لمصلحة الأجيال القادمة حيث لها حق يجب ألا يضيع.
بينما نحن على الجانب الآخر لا نملك رؤية واضحة وليس لدينا سوى إلقاء تبعة الأمر على الأمم المتحدة.. أو ما يسمى بالشرعية الدولية.
وفى أحسن الأحوال كلمات شجب وعبارات استنكار باهتة ما عادت تصلح في هذا العالم الذي لا مكان فيه لضعيف.
لقد كان العدو فيما سلف يتوارى بجرائمه.. أما اليوم فكل شيء على المكشوف.. فما عاد هناك أثر للعرب والمسلمين.
ثم ماذا يقول لنا السادة المهرولون للمفاوضات وللاعتراف بالدولة اليهودية؟!!
نحن نحتاج إلى عودة جديدة لديننا الذي يملك الرؤية الواضحة للتعامل مع هؤلاء الأوغاد.
ويرحم الله إخواننا في فلسطين الذين يمثلون خط الدفاع الأمامي الآن في مواجهة المؤامرة.
وهاك بعضا من آرائهم حول هذه الجريمة تعليقا ً على القرار.. قال الدكتور مصطفى البرغوتي رئيس المبادرة الفلسطينية:
"إن هذا القرار، بالإضافة إلى قرار ضم قبر راحيل في بيت لحم، ليس أكثر من إعلان من جانب إسرائيل بأنها ستفرض حقائق على الأرض وتضم الأراضي وتحول دون أية إمكانية لتحقيق السلام الحقيقي.
وهذا إعلان خطير جدا ً من جانب نتانياهو يشير إلى أنه لا يوجد أي أمل في المفاوضات أو السلام، وأنه لا يوجد في إسرائيل الآن شريك في عملية السلام".
وأكد المهندس عبد الهادي حنتش خبير الخرائط والاستيطان في محافظة الخليل:
"إن إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو جاء تنفيذا لمطلب تقدمت به جماعات يهودية متطرفة بضم معالم أثرية إسلامية مقدسة لمواقع أثرية يهودية، وذلك لتزويرها وتأكيد وجودهم في هذه المنطقة".
وأضاف حنتش:
"إن قرار نتنياهو يأتي تماشيا مع إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق أرئيل شارون حينما قال بتاريخ 13/4/2003 بأنه إذا اضطررنا للانسحاب من أراضي فلسطينية بالضفة وغزة فإن مناطق الخليل وعتصيون ستبقى ضمن هيكلية الدولة العبرية، ولن يتم الانسحاب منها".
وطالبت كتلة التغيير والإصلاح التابعة لحركة حماس الأمتين العربية والإسلامية بتحمل مسؤولياتها تجاه ما يجري من سياسة تهويد وطمس للمعالم الإسلامية.. لأن الصمت شكل غطاء وتشجيعاً للاحتلال بارتكاب حماقات بحق المقدسات، مؤكدة أن المعالم الإسلامية ستبقى رموزا إسلامية ملكا لأصحابها المسلمين مهما قام الاحتلال من إجراءات لتغييرها أو ضمها لمعالمه اليهودية.
وجاء في بيان أصدرته حركة فتح:
"أن إسرائيل سرقت الأرض والإنسان الفلسطيني، واليوم تحاول سرقة التاريخ والتراث الفلسطيني، كل هذا يأتي أمام مرآي العالم الذي لا يحرك ساكنا تجاه الغطرسة والعنجهية الإسرائيلية".
وقد عم الإضراب الشامل يوم الاثنين (22/ 2) كافة المرافق في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.
وقد خرج طلبة المدارس المحتجون على الإعلان في مسيرات متفرقة في أنحاء مختلفة من المدينة، منددين بقرار الحكومة الإسرائيلية، داعين العالم العربي والإسلامي التدخل العاجل "لوقف تهويد حرم أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام".
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد:
يعز فيه أهل طاعتك
ويذل فيه أهل معصيتك
وتعود فيه أرضنا السليبة في فلسطين