تعليق
بقلم / محمد بكرى
لم يعد خافيا ً على أحد تصاعد وتيرة المخططات الصهيونية ضد المسجد الأقصى ومدينة القدس في هذه الأيام القليلة.. فبعد الصدامات التي وقعت عقب صلاة الجمعة قبل الماضية.. فوجئ الجميع وأثناء زيارة بايدن بالإعلان عن 1600وحدة سكنية جديدة حول القدس.. والتي أحدثت تراشقاً إعلامياً مكذوباً بين الدولة الصهيونية وأمريكا .
وبعدها أغلقت الضفة الغربية لمدة 48 ساعة يومي الجمعة والسبت .. تم تمديد الإغلاق حتى منتصف ليل الثلاثاء حتى يتم افتتاح أكبر وأعلى كنيس يهودي "هاحوربا" باللغة العبرية، أي كنيس الخراب.. والذي يبتعد عشرات الأمتار عن الجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك، في البلدة القديمة في القدس وقد استمرت عمليات بنائه أربع سنوات.
ويعتبر هذا الكنيس أكبر وأعلى كنيس يهودي يبنى بالقرب من المسجد الأقصى، وقد أقيم على حساب المسجد العمري وأرض وقفية إسلامية في حارة الشرف، وهو حي إسلامي احتلته إسرائيل عام1967 .
وقد أكدت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أن السلطات الإسرائيلية ستعلن يوم الثلاثاء ( 16/3) : تنظيم يوم عالمي من أجل بناء الهيكل الثالث المزعوم على حساب المسجد الأقصى، تتخلله دعوات إلى اقتحام المسجد، إضافة إلى عزم جماعات يهودية تنظيم مراسم تقديم قرابين " الفصح العبري " في المسجد الأقصى نهاية مارس الحالي»
إلى أين تتجه المنطقة بالضبط ؟
إن الافتتاح الرسمي الذي سيشارك فيه قادة العدو الصهيوني سيكون بمثابة الإعلان غير المباشر عن البدء بمشروع بناء الهيكل الثالث كما تتحدث كثير من الأوساط اليهودية التي تعتقد أن حاخامًا إسرائيليًا عاش في العام 1750م، وكتب يومها متنبئًا كما يزعمون أن يوم إعادة افتتاح كنيس الخراب هو يوم إعادة بدء البناء في الهيكل الثالث، ما يشير إلى أن يوم 15 آذار يبدو أن له دلالات لديهم
وحسبما أكد الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الدكتور حسن خاطر، في مؤتمر صحفي عقد برام الله إن إسرائيل تعتزم تنفيذ مخطط جديد يعد بمثابة ضربة قاضية لقلب المدينة المقدسة، والبلدة القديمة ومعالمها ومقدساتها، من خلال تغيير معالم 269 معلم تاريخي تشمل شوارع وطرق وأزقة البلدة القديمة في القدس
هل فهم العرب الرسالة ؟؟!!
وعلى من يعولون بعد الصفعة التي وجهت إلى الولايات المتحدة في أوج زيارة بايدن ؟؟
وهل نتنياهو كاذب أو أنه عاجز تماما كما تصفه الصحف الصهيونية ؟
إن نتنياهو لم يعتذر عن الاستيطان كمبدأ.. ولكن عن التوقيت يا عرب !!
ومخدوع من يظن أن هناك أدنى اختلاف بين الإدارة الأمريكية ودولة يهود فيما يتعلق بالنظرة الإستراتيجية إلي الوجود اليهودي في فلسطين.
فنائب الرئيس الأمريكي استهل جولته في منطقة الشرق الأوسط بالحديث عن ضمان أمن إسرائيل وتبرير بناء أكثر من 200 وحدة سكنية في مستوطنة يهودية بالقرب من بيت لحم بالرغم من تعهد حكومة نتنياهو لواشنطن بتجميد بناء المستوطنات لمدة عشرة أشهر
كيف يراهن العرب على الإدارة الأمريكية وجوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكي يقول:
"أنا صهيوني رغم كوني غير يهودي"
كما نقلت عنه صحيفة " يديعوت أحرونوت " اليهودية ؟؟!!
ثم ما هي الدولة الفلسطينية التي لأجلها يتحدثون عن استئناف المفاوضات غير المباشرة بين السلطة الفلسطينية وبين دولة يهود عبر الوسيط الأمريكي ؟؟
أليست هي تمنح الشرعية لوجودهم التاريخي الكاذب في فلسطين، والتي تسهر على خدمة أمنها وحراستها من أعدائها المسلمين !!
إن النظام العربي الرسمي الذي يقضى ستة أشهر في تحديد من يحضر اجتماع القمة العربية .. وستة أشهر أخرى في الحديث عن المشاكل البينية التي حدثت في الاجتماعات.. مطلوب منه اليوم قبل الغد تحمل مسئوليته التاريخية وعدم التعويل كثيرا على الإدارة الأمريكية التي صرح وكيل خارجيتها فيليب كراولي بصراحة:
" بأن بلاده لن تُعطيَ أية ضمانات عندما قال: “لم نعط ضمانات مكتوبة أو وثائق"
إن أحدا ً حتى الآن لم يفهم كيف وافقت لجنة متابعة المبادرة العربية المنبثقة عن الجامعة العربية على إجراء مفاوضات غير مباشرة عبر الوسيط الأمريكي مع دولة الصهاينة بعد التهامهم للمزيد من الأراضي والمقدسات الإسلامية في فلسطين.
إن الذين نفضوا أيديهم من قضية المسجد الأقصى سوف يُلاحقهم هذا العار حتى بعد مماتهم.. ولسوف تلعنهم شعوبهم وأمتهم أحياء وأموات .
وعلى كل مسلم أن يسأل نفسه:
ماذا بإمكانه وبوسعه أن يقدم لحماية المسجد الأقصى ؟؟
متى سيخرج العالم الإسلامي عن صمته ويهب لوقفة طويلة وحقيقية لوقف البناء.. ولجم الجماعات اليهودية عن انتهاكاتها المستمرة ؟؟؟