طردت بريطانيا دبلوماسيا إسرائيليا بسبب استخدام جوازات مزورة في اغتيال المبحوح في دبي بعد أن وجدت "وكالة الجرائم الخطيرة المنظمة" في بريطانيا دليلا على استنساخ جوازات السفر البريطانية.
تعليق
بقلم/ محمد بكرى
وسط مشاعر متأججة ضد دولة الكيان الصهيوني وفى الساعة 15:30 بتوقيت جرينتش من عصر الثلاثاء (23 / 3).. وقف وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ليقدم بيانه أمام مجلس العموم البريطاني بشأن موضوع استخدام 12 جواز سفر بريطانيا مزورا في عملية اغتيال محمود المبحوح، القيادي في حركة حماس، في دبي في يناير الماضي.
وقال ميليباند: "إن تقرير لجنة التحقيق التي شكلتها الحكومة البريطانية للتحقيق في موضوع الجوازات المزورة، أثبتت أن هذه الجوازات الاثني عشر التي استخدمت في العملية تعود إلى أشخاص بريطانيين أبرياء".
ومضى قائلا ً: "لقد توصلنا إلى الاستنتاج بأن هذا التزوير قام به عملاء لجهاز مخابرات.. وقد توصلنا بما لا يدع مجالا للشك إلى أن إسرائيل هي المسئولة عن هذه العملية.. وهذا أمر نعتبره خطيرا ويتعارض مع سيادة بلادنا، بل انه جاء من طرف بلد نعتبره صديقا لنا".
وهنا أعلن ميليباند أنه لم يجد مفراً من إبعاد أحد العاملين بالسفارة الإسرائيلية في لندن!!
وكل من تابع الجلسة رأى كيف لاقى القرار ترحيباً واسعاً في أوساط النواب الذين طالب بعضهم باتخاذ خطوات أكثر صرامة مع إسرائيل على غرار ما فعلته رئيسة الوزراء مارجريت تاتشر.. التي أمرت في عام 1987 بإغلاق مكتب الموساد في لندن لبعض الوقت في أعقاب قضية العثور على جوازات سفر بريطانية.
تم التعرف على شخصية أصحابها وهم عملاء للمخابرات الإسرائيلية الموساد داخل كابينة هاتف في ألمانيا الغربية.. وقد تعهد الإسرائيليون حينها لبريطانيا بأنهم لن يستخدموا جوازات سفر بريطانية في أي عملية سرية.. وما فعلته نيوزيلندا عندما تورط الموساد في عام 2004 التي غضبت يومها من إسرائيل.. بعد أن تم الكشف عن استخدام اثنين من عملاء الموساد جوازات سفر نيوزيلندية.. فقامت بتجميد العلاقات الدبلوماسية.. ولكنها استأنفت بعدها بعام بعد اعتذار الجانب الإسرائيلي.
فمن يا ترى هذا الدبلوماسي؟!!
هل يتناسب الموقف البريطاني مع خطورة التصرف الصهيوني؟!!
وهل يؤسس هذا الموقف لنهج جديد مع الكيان الصهيوني؟!!
ولو صدر هذا التصرف من دولة غير إسرائيل ماذا كان ينتظر من بريطانيا أن تفعل ؟!!
على نطاق واسع يعتقد أن الدبلوماسي الذي طرد هو مسئول الموساد في السفارة الإسرائيلية في بريطانيا.
والحقيقة أن هذا الموقف البريطاني لم يكن مستغرباً ولا مفاجئاً فلقد وضعت دولة الكيان الصهيوني كثير من دول العالم وبخاصة دول الإتحاد الأوربي ( فرنسا – ألمانيا – أيرلندا ).
وحتى أستراليا في موقف لا تحسد عليه أمام شعوبها التي فوجئت بجوازات السفر الأوربية تستخدم في عملية اغتيال القيادي محمود المبحوح في دبي.
ولا يخفى على أحد أن استخدام الجوازات يعنى ببساطة شديدة أن كل مواطن يحمل الجواز البريطاني.. بات محل شبهة ليس فقط في المطارات.. ولكن في أي مكان يحلون به مما يعرض أمن بريطانيا للخطر وإدخالها في ما لا يحمد عقباه.. بجعل مواطنيها هدفاً مشروعاً لكل من يعادى إسرائيل.
لقد حاول ميليباند أن يطمئن نواب المجلس بأنه حصل على ضمانات بعدم تكرار ذلك مستقبلاً.. ولكن أحد الأعضاء يرد عليه بأن وزير خارجية إسرائيل نفى ضلوعهم في العملية بادئ الأمر.. ولكن أنكشف كل شيء فمن يكذب عليك هل نصدقه في ضماناته !!
حتى متى يظل الكيان الصهيوني فوق المسائلة؟!!
حتى متى يتطاولون على الشعوب ويصفونهم بأقبح الألفاظ كما فعل "أريه إلداد" عندما وصف البريطانيين بأنهم "كلاب" وقال إن الكلاب تظهر الوفاء والإخلاص بخلاف البريطانيين.. وكذلك "ميخائيل بن آرى" الذي وصف البريطانيين بأنهم "منافقون معادون للسامية".
لا شك أن قيام بريطانيا بطرد دبلوماسي دولة مقربة جدا ً لها مثل إسرائيل يعتبر إجراءً قوياً يبعث برسالة قوية للغاية تعبر عن استياء بريطانيا بشأن استنساخ جوازات السفر بريطانية حتى أعرب السفير الصهيوني في لندن عن خيبة أمل بلاده بطرد أحد دبلوماسييها.
هل سنسمع عن دول أخرى تحذو حذو بريطانيا للجم هذا العدو البغيض.. كما أعلن القضاء الفرنسي أنه أحال قضية الجوازات الأربعة للتحقيق؟!!
ثم أين الدبلوماسية العربية التي ينبغي أن تستثمر تنامي حالة الغضب في دول العالم ضد الكيان الصهيوني الذي تجاوز كل الحدود؟!!
هل لا يزال العرب على قناعة بالمفاوضات غير المباشرة حتى بعد أن صرح نتيناهو أمام "إيباك" بأن القدس ليست مستوطنة ولكنها عاصمة دولتهم الأبدية؟!!
السبت الموافق:
11/4/1431هـ
27/3/2010