ناجح إبراهيم للراية القطرية: لن نسعى للوصول إلى الحكم.. وسنؤسس حزباً مدنياً القاهرة- مجدي أبو الليل
أكد الدكتور ناجح إبراهيم القيادي بالجماعة الإسلامية أن ثورة ٢٥ يناير التي قادها الشباب نجحت في إسقاط النظام المصري دون حمل السلاح بينما أخفقت الجماعة الإسلامية في ذلك خلال التسعينيات من القرن الماضي.. رغم أنها حملت السلاح من أجل هذا الغرض.. وذلك يعود إلى أن ثورة الشباب جذبت إليها الشعب بجميع طوائفه وفئاته حتى تحولت إلى ثورة شعب بأثره وكانت السلمية هي المفتاح السحري لتعاطف الداخل والخارج معها.
وأضاف إبراهيم أن الخطأ القاتل الذي ارتكبته الجماعة الإسلامية هو استخدام السلاح ما أدى إلى بطش النظام السابق بها دون شفقة أو رحمة وسط تأييد من بعض قوى الداخل والخارج.
وأوضح إبراهيم في حواره مع الأسبوعية أن الجماعة الإسلامية بعد رحيل مبارك تبحث عن إطار قانوني تتحرك من خلاله سواء بإنشاء حزب سياسي أو جمعية أهلية.
وتطرق إلى أن الجماعة لا تسعى لتأسيس دولة دينية في مصر.. لأن الإسلام لا يوجد به مفهوم الدولة الدينية بل تسعى إلى إقامة الإسلام في حياة الناس من خلال خطاب دعوي متوازن يفهم الإسلام بشموله وواقعيته وتوازنه واعتداله والاهتمام بفقه النتائج واعتبار المآلات وكذلك اعتماد فقه الموازنات والأولويات.
وإلى نص الحوار..
لماذا تم إقصاء الجماعة الإسلامية في عهد مبارك رغم أنهم تخلوا عن العنف ورفعوا شعار مشاركة لا مغالبة؟
هذه الجزئية سببت لقطاع كبير من أبناء الجماعة الإسلامية إحباطاً كبيراً في عهد مبارك .. خاصة بعد أن قدمت الجماعة الإسلامية مراجعات رائدة جعلتها نموذجاً يحتذي به في بقية البلدان العربية والإسلامية.
ولكن النظام السابق مارس ضدنا نوعاً من الإقصاء والتهميش الخانق.. كما كان يمارس ذلك ضد جميع التيارات الأخرى.. ولكن الجماعة الإسلامية نالت النصيب الأوفر من التهميش والإقصاء .. رغم تضحياتها الكثيرة ومبادرتها الشهيرة .
وربما كان هذا من باب إعداد المسرح لعملية التوريث التي كان يجرى الإعداد لها على قدم وساق .. بحيث لا تبقى أي قوة معارضة حقيقية في الساحة المصرية.. وتتم عملية التوريث بكل سهولة ويسر كما كان مخططاً لها.
ولم نكن نطلب وقتها سوى العودة إلي الدعوة السلمية .. والعودة إلى مساجدنا أو إنشاء جمعيات خيرية .. ولكن نرجو أن تعود هذه الحقوق إلينا مرة أخرى .. وأنا الآن مستبشر بذلك.. فقد بدأت بعض الحقوق تعود إلي الناس.
ما هو حجم القيود التي كانت المفروضة علي الجماعة في العهد البائد؟
قبل محنة الجماعة الإسلامية في التسعينات كان كل شيء ممنوع على الجماعة الإسلامية مما كان أحد الأسباب القوية لانفجار أعمال العنف حينها.. وبعد خروجنا من السجن كان موقع الجماعة الإلكتروني هو النافذة التي نطل منها على العالم الخارجي.. مع بعض الإطلالات على استحياء في بعض الصحف.. أما الإعلام المرئي فكان من المحرمات على قادة الجماعة الإسلامية .
وقد خرجت الجماعة الإٍسلامية من السجون والمعتقلات دون أية صلاحيات أو ضمانات لمشاركة جدية في الحياة العامة.. وفرض عليها حظر شبه كامل من التواصل سواء بين قادتها وأعضائها .. أو بينها وبين القوى السياسية والإسلامية الأخرى إلا من خلال المتنفس الوحيد لها عبر موقعها الإليكتروني على شبكة الانترنت.
ومنذ أطلاق المبادرة إلى اليوم كان هناك منع لأية اجتماعات أو مؤتمرات جماهيرية في المساجد أو في أي مكان
كما منع أبناؤها من الخطابة في المساجد أو التعيين في الأوقاف .. وأبيح لهم التعيين في المعاهد الأزهرية فقط .
بدأت قيادات الجماعة في عقد لقاءات مع أعضاء الجماعة في المحافظات وكان ذلك في أسيوط.. ما هي ملامح تحرك الجماعة الإسلامية علي الساحة في المرحلة المقبلة.. وهل سيوافق المجلس الأعلى الحاكم علي ذلك؟
الجماعة الإسلامية جزء من المجتمع وجو الحرية الذي يعيشه المجتمع المصري سينسحب على الجماعة الإسلامية.. خاصة وهى تملك خطاباً متوازناً يعظم من قيمة الوطن وينأى بنفسه عن العنف وبواعثه.. وأظن أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يدرك ذلك .. فهم جزء أصيل من الشعب المصري ولهم كل الاحترام والتقدير .
ونحن بصدد الدعوة بهدوء وتدرج .. بحيث تقدم الإسلام بتوازنه واعتداله ووسطيته وشموله وواقعيته.. وتبني ولا تهدم.. وتجمع ولا تفرق .. وتجمع بين الواجب الشرعي والواقع العملي .. وبين الأصالة والمعاصرة .. وتحفظ حقوق غير المسلمين التي كفلتها لهم الشريعة السمحة .
كما سنشرع بإذن الله في تكوين حزب سياسي مدني له خلفية حضارية إسلامية .. وذلك بعد تعديل الدستور ليسمح بذلك.
هل هناك تصور لعدد المنتمين إلي فكر ومنهج الجماعة الإسلامية في تلك المرحلة؟.. وهل سيعود التنظيم من جديد عبر استخدام وسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة؟
ليس لدى حصر دقيق بالأعداد .. ولكن لك أن تعرف أن صعيد مصر بأكمله كان من مناطق الانتشار الواسع للجماعة الإسلامية .. مع مناطق كثيرة في الوجه البحري.
ونحن نسعى إلى الاستفادة من التقدم الهائل في وسائل الاتصال لخدمة الدعوة.
وللجماعة موقع إليكتروني على الانترنت باللغات العربية والانجليزية والأوردية .. يعبر عن وجهة نظر دعاة ومفكري الجماعة في مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. ويلبى جزء ًمن حاجة أعضاء الجماعة في التواصل والوقوف على تفاعل علمائها ومشايخها مع الأحداث.
ويتميز الموقع بالوسطية والتفاعل مع الأحداث والتنوع الفكري وقبول الرأي الآخر .
وهو يعتبر نافذة تطل من خلالها الجماعة على العالم الخارجي .. ترسل من خلالها رسائلها .
ما هو فكر ومنهج الجماعة الإسلامية الآن بعد ن سقط النظام الذي طالما سعت إلي إسقاطه بالسلاح في حقبة التسعينات من القرن الماضي؟
فكر ومنهج الجماعة الآن هو الدعوة السلمية وعدم استخدام العنف .. وسقوط النظام لا يعنى رجوع الجماعة عن قناعاتها أو تخليها عن مراجعاتها الفكرية التي نصت على ذلك وأنهت حقبة العنف .. ومما يزيد من تمسكنا بهذا الفكر الجديد هي المشاركة مع نظام حكم يؤمن بالديمقراطية الحقيقية وأكثر انفتاحا على الآخر وأكثر قبولا له.. وأكثر اعترافا ً بحق الآخر في الحرية والكرامة والمشاركة السياسية والمجتمعية .
ونحن اليوم نسعى إلى تعبيد الناس لربهم وإقامة الإسلام في حياة الناس من خلال خطاب دعوى متوازن يفهم الإسلام بشموله.. وواقعيته وتوازنه واعتداله .. ويهتم بفقه النتائج واعتبار المآلات .. ويعتمد فقه الموازنات والأولويات.
كما أننا ندرك حاجتنا للاجتهاد المنضبط بالشرع الذي يراعى التجديد في حياة الناس .. تبعاً لتجدد حياتهم ووسائل معاشهم .. ومراعاة الثوابت والأصول التي هي أعمدة الدين .. وهى الصالحة لكل زمان ومكان.
لاشك إن تاريخ الجماعة الإسلامية يشوبه الكثير من أعمال العنف .. وتتلطخ أيدي البعض منها بالدماء.. في ضوء ذلك كيف يتسنى لأعضاء الجماعة الانخراط في الحياة السياسية وهم يحملون علي كاهلهم هذا التاريخ المرفوض مجتمعيا ً؟
كما قلت أعمال العنف نتحمل فيها جزءً من المسئولية.. والنظام الحاكم السابق يتحمل جزءً أكبر منه بكثير .
أما الجزء الذي يخصنا فقد اعترفنا به ولم ننكره ولم يعد يثقل كاهلنا.. لسبب بسيط أننا نقضناه على مستوى الفعل فأنهينا كل العمليات المسلحة وتم حل الجناح العسكري بكامله.
ونقضناه كذلك على مستوى الفكر بحركة مراجعات غير مسبوقة داخل الحركة الإسلامية.. والتي أتوقع أن يكون لها تأثير في المرحلة المقبلة لضبط العلاقة بين الدولة المصرية والحركة الإسلامية في المستقبل .. بحيث تعتمد مبدأ المشاركة لا المغالبة.. والمشاركة لا الصراع .. والتعاون المشترك في الخير.. والمعارضة البناءة فيما سوى ذلك .. وهذا كله يعنى انتهاء أكثر من ستين عاماً من الصدام بين الطرفين .
وكان ينبغي على النظام السابق أن يراجع نفسه ويرفع القيود عن حركتنا السلمية ويسمح لنا بالدعوة إلي الله وتنمية المجتمع .. ولكنه لم يفعل.. للأسف الشديد .
الحديث الآن متواصل عن رغبة الجماعة في تأسيس حزب سياسي .. فعلي أي مرجعية يستند هذا الحزب .. ألا يتنافي ذلك مع الدستور القائم والذي يمنع قيام الأحزاب علي المرجعية الدينية؟
نأمل أن يتم تعديل الدستور القائم بما يسمح لقيام أحزاب على خلفية حضارية إسلامية.. فالإسلاميون كغيرهم من أصحاب الانتماءات والأفكار الأخرى لهم الحق في تكوين أحزاب يمارسون من خلالها حقهم في التعبير عن آرائهم من خلال كيان سياسي مشروع معترف به .
ونحن سنؤسس حزب مدني علي خلفية حضارية إسلامية .. وليس حزبا ً دينيا ً يتبع الدولة الثيوقراطية .. لأن الإسلام لا يعرف مثل هذه الدولة ولا ملحقاتها .. ولكنها خاصة بالكنيسة فقط ولم تطبق في الإسلام أبدا ً .
وإذا ما سعينا لتأسيس حزب سياسي في المرحلة المقبلة.. فسيكون حزباً مدنياً بمرجعية إسلامية لا تعرف التمييز على أساس الدين .. وتؤمن بمبدأ المواطنة .. وأن للأقباط ما لنا وعليهم ما علينا .
ألا يعطي ذلك فرصة لتقسيم المجتمع علي أساس ديني وطائفي؟
لا أظن ذلك .. فمصر لا تعرف الطائفية طوال تاريخها .. فهي كما قال جمال حمدان رحمه الله "لا تقبل القسمة على اثنين".. والاحتقان الطائفي السابق لم يكن بسبب التعصب الديني .. ولكنه كان بسبب الانسداد السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي أصاب المجتمع المصري في عهد الرئيس مبارك.. وقد كانت الكنائس وبيوت الأقباط في أيام الثورة بدون حراسات .. ولم يتعرض لها أحد بأذى .. بل كان الإسلاميون يقومون بحمايتهم .. وكان القسس يشكرونهم .. ويسمحون لهم بالصلاة في إحدى غرف الكنيسة.
وأرى أن توفير متنفسات وكيانات سياسية واجتماعية وثقافية لكافة أطياف المجتمع تعمل في النور وفى ظلال الشرعية القانونية .. هو حماية للمجتمع من الأفكار الضالة والتوجهات المتطرفة وهو تجفيف لمنابع العنف والإرهاب.. وهو الضامن الأول لوقف نمو الكيانات الطائفية التي تنبت في أرضية الحرمان من المشاركة الحقيقية .
الأقباط دائما ً يتخوفون من وصول التيار الإسلامي إلي السلطة.. ويدعون إلي تغيير المادة الثانية من الدستور .. ما رأيك؟
الأقباط معذورون لأنهم اختطفوا طوال العقود الماضية من جانب خطاب كنسي متطرف وخطاب علماني أكثر تطرفاً .. ورغبة من جانب النظام السابق في ضمان هذه الكتلة لصالحه لتمرير عملية التوريث أو ما كان يحتاجه.
ومن خلال ذلك الثالوث تم استخدام الإسلاميين كفزاعة لتخويف الأقباط وضمان ولائهم للأطراف التي أشرت إليها .
ولكن عموم الأقباط اكتشفوا خلال ثورة 25 يناير أنهم كانوا ضحية خدعة كبرى .. فقد ظلت كنائسهم بدون حراسة إلى وقتنا الحالي ولم تمس بسوء.. بل ساهم شباب الحركة الإسلامية في تأمين الكنائس وحمايتها ..كما نزل الشباب القبطي إلى ميدان التحرير ورأى العالم بأسره صور التآلف الرائع بينهم وبين المسلمين.
فقد رأينا الشاب الملتحي بجوار الشاب القبطي .. والفتاة المنتقبة بجانب نظيرتها القبطية في منظومة تلاحم غير مسبوقة حتى في ثورة 1919 التي يتفاخر بها العلمانيون بأنها كانت تجسيداً للوحدة الوطنية .
وأظن أن كثيراً من قناعات الأقباط ستتغير في المرحلة المقبلة بعد الذي شاهدوه عايشوه .. وخاصة فيما يخص المادة الثانية من الدستور المصري .. لأن الشريعة الإسلامية هي الحامية للأقباط.. حتى أن البابا شنودة في أزمة الزواج الثاني لجأ إلى الشريعة واحتمى بها.
وأقول للأقباط إن الذي قضى على الكنيسة في أوروبا هي العلمانية وليس الإسلام .. أليس كذلك!!!.
ما هو موقف الجماعة الإسلامية من الأقباط.. خاصة إن بعض أعضاء الجماعة خرجوا مؤخرا ً في مظاهرات ضد الكنيسة والبابا مطالبين بالإفراج عن كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين؟
موقفنا من الأقباط ثابت .. فهم جزء من نسيج الوطن.. لهم ما لنا وعليهم ما علينا .. دمهم مصون وأموالهم مصونة .. وأعراضهم مصونة .
وعليهم أن يشاركوا في بناء الوطن ولا ينزوا خلف أسوار الكنائس كما كانوا مؤخراً.
وفى الوقت ذاته نحن عارضنا البابا شنودة وسياساته التي سبيت فتن عارمة في البلاد بمساعدة النظام السابق.. وكنا وما زلنا ضد سياسة احتجاز مواطنين مصريين .. بغض النظر عن دياناتهم في الكنائس والأديرة.. لأنه عدوان على سلطان الدولة وعودة إلى عصور محاكم التفتيش .
علي المستوي الشخصي ماهو حجم الايذاء البدني والنفسي الذي تعرضت له اثتاء العهد البائد؟
هذه فترة انتهت وولت ونحن منذ خروجنا من السجن لم نسع للمتاجرة بآلامنا ومحنتنا.
وأنا مكثت قرابة ربع قرن في المعتقل.. ولكنني خرجت سليم الصدر مع كل اللذين أساءوا إلي َّ ولا أحمل لأحد حقدا ً أو كراهية.. وأذكر دوما ً من أحسن إلي َّ وأتغافل عمن أساء إلي َّ .. فقد تعلمت أن كثرة كلام الإسلاميين عن التعذيب والمعتقلات تورث الأحقاد لأجيال المسلمين الشابة .. وتجعلهم ينزعون إلي العنف ويحبون الثأر .. وأنا اليوم استحضر قول نبي الله يوسف " لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ".
والمهم الآن التركيز على المستقبل .. وكيف نبنى لأنفسنا وطناً حراً كريماً يتراحم أبناؤه جميعا ً .
كم معتقلا ينتمون إلي الجماعة ولا يزالوا داخل السجون؟
الموجود منهم الآن محكوم عليهم في قضايا سابقة أمام محاكم استثنائية سواء كانت أمن الدولة العليا " طوارئ " أو محاكم عسكرية.. وهى محاكم ليس فيها نقض ولا استئناف .. ويفتقد فيها المتهم إلى أبسط الضمانات التي يجب أن تتوافر لأي متهم ..
وكم منهم حكم عليه بالإعدام ولم ينفذ الحكم؟
12 عضواً من أبناء الجماعة الإسلامية محكوم عليهم بالإعدام من محاكم استثنائية وعسكرية .. ونأمل أن يتم الإفراج عنهم قريبا ً بإذن الله .
ما الدور الذي تلعبه الجماعة للإفراج عن هؤلاء؟
قمنا ببعض الاتصالات مع الجهات المعنية وأسفرت عن الإفراج عن حوالي 12 معتقلاً من بقية الجناح العسكري الذين سلموا أنفسهم بعد المبادرة.
وهؤلاء لعبوا دورا ً كبيرا ً في نجاح المبادرة والإفراج عن 12 ألف شخص من أبناء الجماعة الإسلامية.. والذين كانوا معتقلين في السجون المصرية .
كما أننا نحاول بذل الجهود من أجل الإفراج عن الشيخين الجليلين "عبود وطارق الزمر " المحبوسين منذ ثلاثين سنة.. وهناك وعود بمحاولة الإفراج الصحي عنهما قريبا ً جدا ً .
كما أن ملف المحكوم عليهم والذين أشرت لهم سابقاً يجرى الكلام حول الإفراج الشرطي عنهم ونسعى لتخفيف الأحكام عن المحكوم عليهم بالإعدام إن لم يكن العفو التام عنهم .
لماذا نجح الشباب في تغيير النظام سلميا بينما اخفقت الجماعة في ذلك بقوة السلاح حقبة تسعينيات القرن الماضي؟
لأن ثورة الشباب استطاعت أن تجذب الشعب المصري بجميع طوائفه وفئاته.. حتى تحولت إلى ثورة شعب بأسره.. وكانت " السلمية " هي المفتاح السحري لتعاطف الداخل والخارج معها.
أما الخطأ القاتل الذي ارتكبته الجماعة الإسلامية من وجهة نظري فهو استخدام السلاح.. مما أدى إلى بطش النظام السابق بها دون شفقة أو رحمة .. وسط تأييد من بعض قوى الداخل والخارج .
ما هو حجم التنكيل الذي حدث لبعض أعضاء الجماعة وقصص الألم التي لا تنسي في عهد مبارك ؟
قصص الآلام كبيرة للغاية .. فلقد نكل مبارك على مدار عشرين سنة لحين تفعيل المبادرة بالجماعة المصرية بصورة غير مسبوقة.. حتى فاق زمن عبد الناصر وتعامله مع الإخوان.
فلقد استطاع مبارك تحييد القوى السياسية المختلفة وأنزل بالجماعة الإسلامية أشد ألوان التنكيل والتعذيب.. وهى قصص مروعة للغاية تقشعر منها الأبدان.
ويكفى أن تعرف أننا الذين عايشناها وشاهدناها تقشعر منها أبداننا الآن حين نذكرها.. ويكفي أن تعلم أنه قتل من الجماعة الإسلامية في عهد الرئيس مبارك قرابة ألفي شخص.. وتم اعتقال قرابة 50 ألف معتقل بعضهم مكث في الاعتقال دون محاكمة عشرين عاما ً.. وبعضهم حصل على 45 حكم قضائي بالإفراج دون أن ينفذ.. وبعضهم مكث ثلاثين عاما ً كاملة مثل الشيخ عبود الزمر ود/ طارق الزمر.. وهو رقم قياسي عالمي لأي مسجون سياسي .. ويفوق كثيرا ً نيلسون مانديلا الذي مكث 27 عاما ً فقط !!!
إلي أي حد كانت الجماعة حقبة رفع السلاح تستهدف الرئيس مبارك؟.. ولماذا أخفقت في الوصول إليه؟
تلك الحقبة انتهت ومبارك رحل .. ولا نريد أن نذكر الناس بهذا الصراع المرير .. والمهم الآن النظر إلى المستقبل حتى نبنى وطننا الذي تعرض لعملية تخريب ونهب وسرقة وفساد واسع النطاق .
ماذا تفعل الجماعة الآّن من أجل الإفراج عن عبود وطارق الزمر؟
هناك تواصل مع الجهات المعنية من أجل الوصول إلى صيغة من صيغ الإفراج الصحي عنه.. ونسأل الله أن تتوج بالنجاح في الأيام القادمة .. علماً بأن الشيخين عبود وطارق الزمر أتيحت لهما فرصة الهرب أثناء حالة الانفلات الأمني وعملية اقتحام السجون.. ولكنهما رفضا بكل شهامة ورجولة.. وهذا الموقف محل تقدير من الدولة الآن .
تتخوف الولايات المتحدة من وصول الإسلاميين إلي السلطة في مصر.. هل يمكن أن يتحقق ذلك؟
هذا التخوف في غير محله.. لأننا أعلنا أننا لن نسعى للوصول إلى الحكم.. وكذلك أعلن إخواننا في جماعة الإخوان المسلمين.. فالجميع تقريباً متفق على صيغة "مشاركة لا مغالبة ".. فالمشاركة هي حقنا وحق الشعب المصري بكل فئاته .. ولا يستطيع أحد أن يجادل فيه .. وثق أن الإسلاميين الآن لديهم وعي كبير لما يحتاجه الوطن داخليا ً وخارجيا ً .. وأنهم سيقدمون مصلحة أوطانهم على مصلحة جماعاتهم وكياناتهم.. لأن الأوطان أبقى .. كما أن هذه المصالح لن تتعارض إن شاء الله ما دامت صلحت النيات
دفع توقيع السادات لمعاهدة كامب ديفيد بعض أعضاء الجماعة إلي قتله.. ما هو رأيك الآن من الاتفاقية.. ومن قتل السادات؟
قتل السادات كان خطئاً كبيراً .. وقد أعلنت ذلك مراراً.. ولقد كان قتل السادات يعطى لنا وضعاً خاصاً في مصر والعالم العربي.. نظراً لكثرة مخالفي السادات في أواخر أيامه.
ولكننا لم نشأ أن نتاجر بمكانة زائلة على حساب الحقيقة التي استقرت في نفوسنا عبر سنوات طويلة .. وأعلنت أنا والشيخ كرم هذا بكل تجرد وإخلاص.. رغم تعرضنا للنقد والتجريح .
أما الاتفاقية فلا أظن أن أي حكومة ستأتي في مصر بوسعها التنصل منها.. وقد أعلن المجلس العسكري التزامه بالمعاهدات بعد الثورة في إشارة واضحة إلي كامب ديفيد.
ونحن لسنا مسعري حرب ضد إسرائيل .. ولسنا من السذاجة بحيث نطلب إدخال البلاد في حرب غير متكافئة مع إسرائيل في غياب ظهير دولي .. وخلل في ميزان القوى لصالح إسرائيل.
وما نريده حقا ً ألا تكون مصر ظلا لأي دولة عظمى .. ولا شرطيا ً لإسرائيل .. ولكننا نقيم علاقتنا بالآخرين على حسب المصالح العليا لأوطاننا.
الأحزاب السياسية تسعي إلي الوصول للسلطة.. ألا تعني رغبة الجماعة في تأسيس حزب الوصول إلي سدة الحكم .. أو حتى المنافسة علي ذلك؟
لن نسعى للوصل إلى الحكم.. بل شعارنا المعلن هو "مشاركة لا مغالبة ".. والحزب هو مجرد إطار قانوني يبيح لنا العمل والمشاركة السياسية والمجتمعية دون عوائق قانونية أو مشاكل أمنية.
هل الفرصة باتت سانحة الآن من أجل عودة الشيخ/ عمر عبد الرحمن إلي مصر؟
أتمنى ذلك .. وسنطالب الحكومة القادمة بإذن الله عقب استقرار الأوضاع ببذل الجهود من أجل عودة فضيلة الدكتور/ عمر عبد الرحمن إلى مصر بإذن الله .
لماذا تعلن أنك تختلف مع فكر وتوجه ومنهج تنظيم القاعدة.. رغم إن الجماعة الإسلامية بعض أعضائها ماتوا علي أرض أفغانستان.. منهم الشيخ علي عبد الفتاح أمير الجماعة بالمنيا؟
لا أدرى ما علاقة جهاد الجماعة الإسلامية في أفغانستان ونقدي لتنظيم القاعدة.. فجهاد الجماعة الإسلامية في أفغانستان كان جهاداً رائعاً سطرته الجماعة ضد القوات الشيوعية الباغية بدماء وأرواح خيرة أبنائها .
ولم تكن الجماعة الإسلامية حينها ولا بعدها منضوية تحت تنظيم القاعدة.. بل كان للجماعة معسكرها الخاص "معسكر الخلافة " .
وعندما تبنى تنظيم القاعدة سياسة استهداف المدنيين والقتل بالجنسية أعلنت الجماعة الإسلامية عدم دخولها في ذلك الحلف .
فقد تعرضت للقاعدة بالنقد في مؤلفاتي ومقالاتي نظراً للأخطاء الشرعية الجسيمة التي تقع فيها .. وأهمها استهداف المدنيين والأبرياء عبر التفجيرات العشوائية.
كما أنها أدخلت العالم الإسلامي في مواجهة غير متكافئة مع أمريكا والغرب.. أدى إلى احتلال دولتين هما أفغانستان والعراق.. وأدت إلى سياسة خانقة ضد الإسلاميين على مستوى العالم .
لماذا كنت ممنوعا ًمن إجراء أي حوارات صحفية والظهور علي شاشة الفضائيات؟
كما قلت لك كان ذلك جزءً من التضييق المفروض على الجماعة الإسلامية.. والذي أضر كثيراً بحركة المراجعات التي قامت بها .. ولم يحقق التعريف الكافي بها .
وبالجملة فقد كانت الدولة المصرية في حالة جمود وتكلس خاصة في العشر سنوات الأخيرة التي انطلق فيها قطار التوريث من محطته .
الاثنين الموافق
25-3-1432هـ
28-2-2011
الإسم | عنترمحمد |
عنوان التعليق | حوار مكتمل الاركان |
حوار تعرض للنشأة والماضي والحاضر والدعوة السلمية والصدام المسلح والاعتراف به كما ان الاعتراف بخطيئة قتل السادات في هذه الايام تعتبر وسام لأن الجماعة بإمكانها ان ارادت تحقيق مكاسب سياسية الافتخار بهذا الامر لكن الحق احق بالاتباع... هذا الحوار بين ان الجماعة الاسلامية على صغر حجمها انها حضارة وليست جماعة صغيرة |
الإسم | أبو عمر عبد العزيز |
عنوان التعليق | لكل مقام مقال |
بمثل هذه الرؤى وطرحها نستطيع أن نعبر فترة حرجة ومرحلة من أخطر المراحل على الجماعة الإسلامية ..فالكثير من الناس يريد أن يتعرف علينا وعلى طريقة تفكيرنا فهناك الكثير الذى لم يعرف عنا شئ نتيجة الحجب الأعلامى المقصود وهناك من لا يعرف عنا سوى التعصب والتشدد ..فيجب علينا أن نتحد ولا نختلف وأن نجتمع على كلمة واحدة محافظين على الماضى ونضع أفكار للحاضر متناسين المصلحة الخاصة ونقدم المصلحة العامة ومن ليس له ماضى ليس له حاضر .نرجوا كما كان في السابق أى أحد يتكلم نعرف من خطابة أن هذا الرجل من الجماعة كما كان من أسوان إلى الأسكندارية تتعرف على إخوة الجماعة من طريقة تفكيره وعرضه للمسائل . |
الإسم | ياسرسعد |
عنوان التعليق | الجماعة وحزب الوسط |
أرى أن ينضم إخوة الجماعة إلى حزب الوسط مؤقتا لتفعيل دورهم السياسي وهوحزب ذو مرجعية إسلامية فذلك سيضيف بعدا مهما لحركة الجماعة ويشكل جمعا لتعددية إسلامية. |
الإسم | ممدوح |
عنوان التعليق | حفظكم الله للاسلام والمسلمين |
حفظك الله يافضيلة الشيخ ؛كم نحتاج الى مثل هذا الخطاب للناس جميعا فلقد حرمونا من الدفاع عن انفسنا فظلوا يضعوننا فى صورة معينه لكى يخاف الناس منا والحمدلله ان اذن الله لنا فى الدفاع عن انفسنافجزى الله من دعى حضرتك الى هذا الحوار الطيب خيرالجزاء وأود ان اسجل اعجابى بنقطة ان هذه الثورة السلمية المباركه كانت اقوى من كل الاسلحة التى رفعناها في وجه النظام الظالم الذى اغلق امامناكل ابواب الدعوة الى الله والعمل لصالح بلدنا الحبيب ونحن والحمدلله سعداء بفضل الله علينا ثم بسبب هذه الثورة ان ازح عنا هذا الطاغية المتجبرونسأل الله ان يتم علينا فضله بازاحة بقيه فلوله عن بلدنا الحبيب
شيخى الحبيب انا اعتز ان اعمل معكم وتحت قيادتكم فلا ولن ننس فضلكم علينا بعد الله تعالي فجزاكم الله خير الجزاء ممدوح على يوسف |
الإسم | مجدى عبد العزيز محمد |
عنوان التعليق | مرحلة كلها خير |
بهذه الكلمات الطيبة نادى كثير من أخوة الجماعة من قبل وهوجموا ولكن قدر الله وماشاء فعل فالخير قادم ان شاء الله طالما ان مصلحة الامة من خلال الشرع مقدمة وأيضا باخلاص المخلصين ستكون الامة فى أحسن حال والله الموفق وهو يهدى السبيل |
الإسم | بخيت خليفة |
عنوان التعليق | من حسنات الموقع |
من اكبر حسنات الموقع طوال الاعوام السابقة انه كان على الساحة ما يسمى الجماعة الاسلامية ولولا ذلك ما سألنا احد الان ماذا تريدون ، رغم اننا كنا على قدر من الحزن على ضياع كل شئ وكنا احيانا نستقل دور الموقع فقط ، لكن الحمد لله الان فقط ظهر دور الموقع والذي على الاقل عرف العالم بنا وبه ارشيف كامل عنا وعن انتاجنا الذاتي وربنا يكرمنا بالصدق و القبول والسعي لما هو اهم وافضل |
الإسم | Dr Sayed Khatab |
عنوان التعليق | Responsibility of the regime |
(1) These youths were not were not borne violent but the regime’s corruption forced them to adopt violence as the only option available to them at the time. Thus the responsibility for the violence is not only the responsibility of the youths whether in the Jama‘ah or other, but also the responsibility of the regime.
(2) The part concerned al-Jama‘ah’s responsibility has been admitted by its members and they have paid for it dearly.
(3) The Jama‘ah also criticised this part of its political life. Criticism here take a number of ways:
(i) Ideologically: …..
(ii) Intellectually:….
(iii) Militarily : …..
(4) While al-Jama‘ah has completed all of this, the regime did not carry its responsibility, did not admitted its mistake towards the youths; did not ask itself about its political, economic, social, moral, intellectual behaviours which forced the youth to go to violence. The regime secured itself by corrupt securities and isolated itself from the people until finally gone in this shame way.
(5) Dr Sayed Khatab, Professor of Politics, Monash University, Australia
|
الإسم | ابو عاصم...رفعت الاسكندرية |
عنوان التعليق | حوار متوازن |
حوار متوزن يتناسب مع المرحلة اللتى تمر بها البلاد....وان كنا نتمنى استثمار هذه الفرصة المتاحة الان للحصول مثل بقية الجماعات على حقوق طالما حرمنا منها......على رأسها الحصول على مساجد وحرية الدعوة ....والافراج والعفو العام عن جميع المحكومين الاسلاميين...والافراج الفورى عن الشيخ عبود الزمر وطارق الزمر لاننا لا ولن نرضى على بقائهم اكثر من ذلك......فقد امتلات حلوقنا مرارة من فظاعة الظلم الذى وقع علينا من النظام البائد الظالم ومن زمرة اللصوص وحسبنا الله ونعم الوكيل يمهل ولا يهمل |
الإسم | وسام محمد الشاذلي |
عنوان التعليق | لمساعدة المعتقلين السياسيين |
السلام عليكم، لمن يعرف أي معتقل سياسي ارجو اعطاء رقم معاذ عبد الكريم من ائتلاف شباب الثورة وهو المسئول عن متابعة ملفهم وعلي اتصال بالمجلس العسكري 0118480153 وبريد الكتروني [email protected] يمكن اعطائهم لأهل المعتقل للبدء في بحث حالته تمهيداً للإفراج عنه، انشرها
|
الإسم | abdullah |
عنوان التعليق | very interesting |
يعلم الله وحده شدة حبِّي لشباب السلفيين؛ حيث أرى فيهم الشباب الصالح الباحث عن الحق والمبتعد عن المعصية، ولكني لا أدري دوافع بعض شيوخ السلفيين بمصر لتغيير أفكارهم ومواقفهم التي تبنوها طوال الثلاثين عامًا التي حكمها مبارك.
ولستُ بصدد مناقشة المواقف والفتاوى، ولكني أطرح تساؤلات واستفهامات لعل أحدهم يجيبني ليقطع حيرتي ويريح بالي، وأكون له شاكرًا ولِجَميله ذاكرًا.
الاستفسار الأول، ألا وهو عن موقفهم من انتخابات مجلس الشعب، والدخول كمعارضين لسياسة الدولة، فبعضهم قال: إن الدخول في مجلس الشعب هو دخول في مجلس يحكم بغير ما أنزل الله تعالى، وهذا كفر بواح، وبعضهم قال: إن الانتخابات البرلمانية ما هي إلا تنافس على دنيا فاختاروا مَن هو أنفع لدنياكم.
وعن المعارضة فقد اجتمعوا على أنه لا يجوز معارضة الحاكم، بل لا بدَّ من السمع والطاعة "ولو جلد ظهرك وأخذ مالك"، ومعارضة الحكام ما هي إلا نوعٌ من الخروج على الحاكم، وهي من المعاصي بل من الكبائر.
والاستفسار الآن.. لقد أفتى علماؤهم الآن بأننا علينا أن نواكب الواقع ونُغيِّر من فتاوانا،
علينا أن نخوض انتخابات مجلس الشعب القادم.
ولو افترضنا أنهم قاموا بهذا، ودخل بعضهم إلى مجلس الشعب، وبالطبع سيكونون أقليةً في أول مجلس شعب؛ لأنها أول تجربة لهم، وبهذا فسيصبح لهم:
أولاً: إما يعارضون سياسات الحكومة، وبذلك يكونون خارجين على الحكام، كما أفتوا بذلك وهذا لا يجوز في فتاواهم.
ثانيًا: سيوافقون الحكومة من منطلق سمعهم وطاعتهم للحاكم، ولو كانت هذه الحكومة يسارية تؤمن بمبادئ الاشتراكية، وتسعى بمرجعيتها، فهم بمبدأ السمع والطاعة معهم.
ثم بعد ذلك إذا جاءت انتخابات أخرى وجاءت حكومة ليبرالية تؤمن بالرأسمالية، ومرجعيتها مبادئ الرأسماليين فهم في هذه الحالة: إما يكونون معارضين، وهذا خروج على الحاكم ولا يجوز طبقًا لفتواهم، أو إما يوافقون الحكومة على مبادئها "يسمعون لها ويطيعون"، وبذلك فهم مرة يساريون وأخرى ليبراليون.
هذا ما يمكن أن يحدث طبقًا لفتاواهم وأدبياتهم، ولا أريد منهم إجابة عن سبب نهيهم سابقًا أتباعهم عن الذهاب إلى الانتخابات، أو تشجيعهم على انتخاب مرشحي أولى الأمر، وهم مرشحو الحزب الوطني أو مساندتهم لِمَن هو أنفع لدنياهم من رجال الأعمال المرشحين لمجلس الشعب، وقد رأيت كلَّ ذلك في الدورات الانتخابية التي عايشتها في الأعوام السابقة.
لا أريد أن أعرف أسباب ذلك، أو أدلته الشرعية؛ لأنهم تراجعوا عن كلّ ذلك وأفتوا بعكسه في الأيام القليلة الماضية، ولكني أتساءل وأريد منهم الإجابة.
وأمر آخر يحتاج إلى توضيح، إذا أراد السلفيون مراجعة أفكارهم وفتواهم فيما يخص الدخول في الانتخابات، فإنني أظن أن الأمر له خطواته، ألا وهي دعوة تنطلق منهم لأنفسهم للاجتماع والمناقشة وتمحيص الحقيقة ومراجعة الأدلة، وهذا يأخذ شهورًا أو على الأقل أسابيع، كما فعلت الجماعة الإسلامية حين راجعت مواقفها من الحكام واستخدامها العنف، فقد ظلوا سنوات عديدة وأخرجوا كتبًا وضحت خطأ استدلالاتهم، وغيروا مواقفهم وأبانوا- بعد دراسة- ما ينوون السير عليه والالتزام به.
ولكن بمجرد أن يسقط نظام مبارك فيخرج شيوخ السلفيين كلهم أو جلّهم؛ ليعلنوا أنهم عليهم أن يواكبوا الواقع وعليهم أن يغيروا فتواهم فيما يخص الدخول في مجلس الشعب، فهذا يحتاج إلى توضيح وبيان.
هل نطوّع الشرع للواقع أم نسير وراء الشرع لإصلاح الواقع؟
هل نسير مع الدليل ليعطينا الفتوى والتشريع؟ أم نصدر الفتوى، والتشريع ونبحث لها عن الدليل؟
إن الحق تبارك وتعالى قال ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ﴾ (الجاثية: من الآية 23)، إن مَن يجتهد في جمع الأدلة الشرعية لتوافق هواه، ومقصده هو الذي تنطبق عليه الآية السابقة.
إن مَن يحرم دخول الانتخابات حين كان يبطش النظام بخصومه، ويضعهم في السجون والمعتقلات؛ بدعوى أن هذا خروج على الحاكم، وهذه دنيا ولا يصح التنافس عليها، ثم هو نفسه مَن يحلل هذا الأمر الآن، هو متبع لهواه وليس قاصدًا إرضاء مولاه، وإننى أخشى على شيوخ السلف والذي أكن لكثير منهم الاحترام من ذلك.
استفسار آخر
سمعنا بعضهم ينادي بأننا نريد دولة إسلامية وليست مدنية واستفساري هو:
ما وصفهم لنظام مبارك البائد؟ هل كان نظامًا إسلاميًّا أم غير إسلامي؟
إذا قالوا غير إسلامي فلماذا كانوا يأمرون أتباعهم بالسمع والطاعة وعدم جواز المظاهرات وإذا قالوا إسلامي فما جدوى ندائهم؟!
هل المقصود إثارة الخوف والذعر لدى الغرب من نجاح الثورة، وإثارة الحفيظة لدى طبقات كبيرة من الشعب.. حتى يتمنوا عودة الحزب الوطني الذي ينتمي كثير منهم إليه.
وأخيرًا وليس آخرًا:
لقد تحركوا، وبسرعة وعلى مستوى القطر المصري، رغم أنهم ليسوا في تنظيم، واحد وليس لهم قيادة واحدة، بل كانوا يعتبرون وجود جماعة منظمة هو بدعة، رغم ذلك كله بدأوا يتحدثون عن المادة الثانية من الدستور، وهي أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، ويحذرون من المساس بها، رغم أنه لم يتحدث عنها أحد والتعديلات معلوم سلفًا أنها لست مواد فقط ليس منهم المادة الثانية المذكورة ورئيس اللجنة هو المستشار طارق البشرى حفيد شيخ الأزهر الأسبق سليم البشري، ومعروف بتوجهه الإسلامي.. ورغم ذلك يجمعون توقيعات، ويرفعون الأصوات حول موضوع لم يكن محل نقاش.
ترى هل كل ما سبق له علاقة بالوثيقة التي ظهرت على المواقع الإلكترونية باستخدام الدولة لبعض قيادات السلف بإثارة الشبهات على الإخوان المسلمين؟!.
ترى هل كل ما سبق له علاقة بما يسمى الثورة المضادة التي يقودها جهاز أمن الدولة وفلول الحزب الوطني؟!.
هل ما يحدث عن جهل أم عمد وكلاهما مرّ كالعلقم ؟!!.
أرجو أن يجيبني أحد من شيوخ السلف عن ما يدور في ذهني من تساؤلات
ويعلم الله حبي الشديد لشباب السلف، واحترامي لكثير من شيوخهم، فهم رصيد خير للأمة.. ولكنها مجرد أسئلة.
|
الإسم | د/سيد خطاب |
عنوان التعليق | مسؤولية النظام |
هؤلاء الشباب لم تكن كانت تتحمل العنف لكن الفساد النظام الذي أجبرهم على اعتماد العنف باعتباره الخيار الوحيد المتاح لهم في الوقت. وهكذا المسؤولية عن العنف ليس فقط مسؤولية الشباب سواء في جمعة أو غيرها، ولكن أيضا مسؤولية النظام. (2) كان ذلك الجزء بالقلق الذي جمعة المسؤولية قد اعترفت بأعضائها، وقد دفع ثمنها غاليا. (3) وانتقد جمعة هذا الجزء من حياتها السياسية. نقد هنا اتخاذ عدد من الطرق: (ط) إيديولوجيا:...... (ثانيا) فكريا:.... (ثالثا) عسكريا:...... (4) في حين جمعة بعد اكتمال كل هذا، النظام الذي لم تقم بمسؤوليتها، وفعلت لم يقبل بخطأها نحو الشباب؛ لم يسأل نفسه حول في السلوكيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، الأخلاقية والفكرية التي أجبرت الشباب للذهاب إلى العنف. في النظام تأمين نفسها بالأوراق المالية الفاسدة وعزلت نفسها عن الناس حتى أخيرا ذهبت في هذا العار الطريق. (5) الدكتور سيد خطاب، أستاذ السياسة، جامعة موناش، أستراليا |
الإسم | انور المصرى |
عنوان التعليق | الحكم للحكماء |
فى ظل الظلم والانحدار المتمثل فى كل شئ قيم خلال عقود طويله يزداد الحنين الى الرجاء والالتزام بالدين والرجوع الى الطريق المستقيم والعمل للدين والدنيا حتى نظفر بحياة العز وفرحة اللقاء بالله والفوز بالجنة
اعزنا الله بالاسلام والحمد لله رب العالمين |
عودة الى اللقاء الأسبوعي
|