مؤتمر اتحاد علماء المسلمين بالقاهرة: سمات الخطاب الإسلامي والآخر متابعة/ طلال رجب
عقد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين باكورة مؤتمراته بالقاهرة تحت رعاية الأمام الأكبر فضيلة شيخ الأزهر د/ أحمد الطيب والذي أوفد فضيلة د/ حسن الشافعي نائبا ً عنه إلي المؤتمر.
وقد عرضنا من قبل أولى جلسات المؤتمر.. واليوم موعدنا مع الجلسة الثانية.. والتي تناولت قضية هامة من قضايا العصر والتي شغلت الكثيرين من العاملين داخل الحركة الإسلامية.. وخاصة المشتغلين منهم في الحقل السياسي.. وهي "سمات الخطاب الإسلامي والآخر".
وقد قدمت كثير من البحوث المهمة في هذا الإطار تناولت الموضوع من أكثر من جانب.
وقد أدار هذه الجلسة أ.د/ محمد كمال إمام أستاذ الشريعة بكلية حقوق الإسكندرية وأ.د/ عصام البشير وزير العدل السوداني الأسبق .. أما مقرر الجلسة فكان أ.د/ محمد عبد رب النبي.
وكان من مقدمي البحوث في هذه الجلسة أ.د/ علي القرة داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.. وقد تناول من خلاله قضية "تأصيل الخطاب الإسلامي الدعوي".. وقد تحدث من خلاله حول المبادئ العامة والقواعد الكلية للتعايش السلمي والتعاون الإنساني.. فقال:
أولى الإسلام عناية قصوى بترسيخ مجموعة من المبادئ والقواعد العامة في نفوس المسلمين من خلال مجموعة كبيرة من الآيات والأحاديث الشريفة لتحقيق التعايش السلمي والقبول بالآخر.. بل لتحقيق التعاون البناء على الخير والإحسان.
وقد سرد فضيلته الكثير من تلك المبادئ والقواعد.. والتي منها:
1- مبدأ الإقرار بالاختلافات القومية واللونية والفكرية والدينية والعقدية.
2- مبدأ سنة التدافع لله تعالى.. وسنة الدفع بالتي هي أحسن لهذه الأمة.
3- مبدأ تقديم الصلح على الحرب.. حتى لو كان الصلح فيه بعض الغبن.
4- مبدأ العدل والقسط للجميع.
5- مبدأ أن الجهاد لأجل الحرية الدينية.
6- مبدأ أن القتال هو آخر مراحل الجهاد.
7- مبدأ ربط الاختلاف بالتعارف لا القتال.
وقد خلص من هذه المبادئ إلى أن هذه الأسس الفكرية والعقدية الكثيرة تؤثر بلا شك في نفسية المؤمنين للاندفاع نحو السلم والتعارف والتعايش وقبول الآخر.. والتفاعل الحضاري الايجابي لخير الجميع.. وهذا ما حدث في عبر مراحل تاريخنا الإسلامي.
ثم انتقل د/ على القرة إلى مسألة غاية في الأهمية وهي "علاقة المسلمين بغيرهم في حالة السلم" .. وقد تناولها من عدد من الجوانب وهي:
1- السيرة والتاريخ.
2- الوثيقة النبوية في المدينة.. وهي أول دستور على مر التاريخ يعطي حق المواطنة للآخر.
3- التطبيقات العملية للعلاقات الدولية في حالة السلم.
4- حقوق غير المسلمين في ظل الدولة الإسلامية.
ثم كانت الورقة البحثية الأخرى مقدمة من خلال المفكر الإسلامي الكبير أ.د/ محمد عمارة عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف.. والتي دارت حول "الإسلام والآخر" .. وقال:
إن المسلمين – وأحياناً – الإسلام متهمون في كثير من دوائر الفكر الغربي.. وكل دوائر الفكر العلماني بالتعصب المقيت وإنكار الآخر وتكفيره.. وقد شاعت هذه الاتهامات على ألسنة وأقلام غلاة العلمانيين في بلاد الإسلام.
وأضاف:
إن تحرير وتحديد المفاهيم – مفاهيم المصطلحات – هو الطريق الآمن لأي حوار حقيقي.. بل ولاكتشاف مساحات
د/ عمارة : إن تحرير وتحديد
المفاهيم هو الطريق الأمن
لأي حوار حقيقي.. بل
ولاكتشاف مساحات الاتفاق
والاختلاف بين الفرقاء. | الاتفاق والاختلاف بين الفرقاء.
وقال مستغربا ً من تلك التهم:
إن واقع الحال المعاصر يقول إن المسلمين هم ضحايا الإنكار والاستئصال.. فكثير من البلاد الإسلامية التي أخذت بالتعددية الحزبية تسمح لكل الأحزاب بكل أيدلوجيتها أن تعمل .. ويستثني من ذلك الإسلاميين.
بل الأغرب أن يحدث ذلك في البلاد التي ينص فيها دستورها "أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع".
ثم تناول أ.د/ زغلول النجار رئيس لجنة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة موضوع "الحوار مع الآخر" من ثلاثة جوانب:
الجانب الأول: ضوابط الحوار
الجانب الثاني: الحوار الديني.. وتناول فيه تأكيد القرآن الكريم على وحدة رسالة السماء وعلى أخوة الأنبياء.
الجانب الثالث: وتناول من خلاله الحوار السياسي من وجهة نظر إسلامية.. وكذلك من وجهة نظر غير المسلمين.
وكان البحث الأخير أيضا ً يدور حول "الإسلام والآخر" .. ومقدم من أ/ حمدان بدر مدير معاهد البخاري الأزهرية وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وقد تناول في بحثه عدد من النقاط المهمة .. والتي منها:
1- مفهوم كلمة الأخر.
2- الإسلام يقر حق الأخر في العدل وحرية المعتقد.
3- الإسلام يقر حق الأخر في التكريم.
4- الإسلام يقر حق الأخر في البيان الشرعي.
5- الإسلام يقر بالتعددية والتنوع مع الآخر.
6- الأصل في الإسلام السلام لا الحرب مع الآخر.
7- الإسلام يعفو عن الآخر أياً كان هذا الآخر.
8- الإسلام يعمل على ترسيخ العلاقات الدولية.
9- المعاهدة التي بين الرسول صلى الله عليه وسلم والآخر من اليهود.
10- المعاهدة التي بين الرسول صلى الله عليه وسلم والآخر من النصارى.
ويمكن الرجوع إلى أصل تلك الأبحاث التي نوقشت في المؤتمر لزيادة الفائدة.. على أمل الالتقاء مع عرض جلسة أخرى من جلسات المؤتمر.. فإلى اللقاء قريبا ً بإذن الله.
الاثنين الموافق
1-9-1432هـ
1-8-2011
عودة الى كتب ودراسات
|