English | اردو
  الرئـيسـية من نحن مشرف الموقع اتصل بنا سجل الزوار
  من التاريخ: النكسة بين الزعيم الملهم.. والشعب المخدوع.. والهزيمة الصادمة - دروس في الدعوة: هل سنظل نقلد الفراعنة؟ - ديوان الشعر: غَـنَّيـتُ مِصْر للشاعرة/ نادية بو غرارة - قضايا معاصرة: مصر الغنيمة السياسية.. ومصر الشراكة الوطنية - اللقاء الأسبوعي: خالد حنفي: لابد من تهيئة الأجواء ووقف الاعتقالات قبل البدء في الحوار - الطريق الى الله: أخلاق الأزمة - قضايا معاصرة: إيقاظ الوعي فرض الوقت - دروس في الدعوة: أحدثكم عن/ ناجح إبراهيم - من التاريخ: ستة قطارات لحكام مصر من عباس الأول إلى الدكتور مرسى - قصة قصيرة: خطوط الجدار - دروس في الدعوة: أسباب نشأة الحركة الإسلامية في إسرائيل - دروس في الدعوة: قتل المدنيين.. صناعة القرن - الأسرة المسلمة: ماذا يحدث عند تضخم الكلية بعد استئصال الأخرى؟ - كتب ودراسات: نيلسون مانديلا.. سيرة مصورة لسجين ألهم العالم - قضايا معاصرة: ماذا يدبر للأزهر في الخفاء؟ - اللقاء الأسبوعي: د/ سيف الدولة :مازائيل اتهمني باختراق المادة الثالثة من اتفاقية السلام - الذين سبقونا: محمد يسري سلامة .. أيها الناس؟ - الطريق الى الله: أخلاقنا.. خلق التوسط والاعتدال -  
الاستطــــلاع
الهجوم الإسرائيلي علي غزة ؟
أضر بإسرائيل
أضر بحماس
أضر بالشعب البنغازي
أضر بهم جميعاً
اقتراعات سابقة
القائمة البريدية
ادخل بريدك الالكترونى
القرآن و علومه
الحديث وعلـومه
الأخبار
  • نشرة المال والاقتصاد ليوم 28/7/2014
  • أخبار الحوادث ليوم28/7/2014
  • الذين سبقونا
  • أبو العباس .. توقف القلب الذي لا يعرف الحقد
  • الهادي أبو المجد.. وداعا رفيق الدرب
  • أحكام التلاوة
  • نصائح للمعلم و للمتعلم فى أحكام التلاوة
  • حكم تجويد وترتيل وتدوير القران
  • الطريق الى الله
  • في رمضان ما أحوجنا لتجويد الحياة كما نجود القرآن
  • يا للرجـــال بلا دِيــن
  • كتب ودراسات

    المبادئ الدستورية في الشريعة الإسلامية

    بقلم /عاطف العزازي

    (1)

    كان العالم قبل ظهور الإسلام يعيش في ظلام دامس وضلالة عمياء.. لا دستور ولا شريعة.. فالقوة والعصبية هما الحكم.

    وكانت الإنسانية قبل بزوغ فجر الإسلام في وحشية ضارية وهمجية ضالة واستبداد مروع وعقائد فاسدة.. وكان الجهل والفوضى سنة الحياة.. هناك الرؤساء الظالمون والطغاة المستبدون الذين لا يؤمنون بحق رعيتهم في الحياة وهناك الفقر والظلم والطغيان.

    ولما أراد الله لرسالة الإسلام أن تطلع.. وأن تظهر في العالم كله أخذت ظلمات الجاهلية تتبدد وتختفي وقوافل الشر تزول ومواكب الظلم والاضطهاد تترنح .

    ونادي مناد "إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ".. ذلك الدين القيم والنظام الصالح والدستور الكامل والقانون الشامل الذي يلائم كل عصر ويوافق كل بيئة.. لأنه من صنع الله خالق كل شيء.. وهو على كل شيء قدير .

    جاء الإسلام ليصلح ما أفسدته الجاهلية.. ويعالج ما كان سائداَ بين الناس من شر .

    فالشريعة الإسلامية خاتمة الشرائع السماوية وأعمها.. لذلك حملت بين طياتها عنصر البقاء إلى يوم القيامة.. ولقد فهم المسلمون السابقون المنهاج الإسلامي على حقيقته.. فكانت لهم بفضله صولة ودولة ذات سيادة.. واستطاعوا في زمن يسير أن يحكموا العالم ويفتحوا تمدين على التشريع الإسلامي ومبادئه السامية.

    ممالك كسرى وقيصر ويسيطروا على بلدان أخرى كثيرة.. واليوم يتجه الناس إلى وضع دستور جديد وقوانين حديثة.. وتجتمع لذلك لجان وهيئات ونقابات وكتل من أجل أن يصلوا إلى دستور يحقق للإنسانية سعادتها ويحفظ حقوق الإنسان وكرامته.

    وعند النظر لإنتاج هؤلاء من مبادئ وقوانين لا تجد ثمة جديد.. لقد سبقهم القرآن الكريم الخالد.. وتقدمتهم الشريعة الإسلامية بمبادئها السامية وقوانينها الصالحة التي ستبقى أبد الدهر.. حيث قامت على قواعد من النظام والتعاون والرعاية للحقوق وعدم التفريط في الواجبات.. فقد نظمت علاقة الحاكم بالمحكوم وعلاقة الناس ببعضهم البعض أفراداَ وجماعات.

    فالحرية والشورى ومبدأ الانتخاب والديمقراطية والنيابة عن الأمة.. فضلاَ عن المساواة بين الناس جميعاَ وحقوق الإنسان.. كل ذلك هو آخر ما وصلت إليه الدساتير الحديثة..  وبنظرة واحدة إلى الشريعة الإسلامية تجدها قد سبقت هذه المبادئ منذ أربعة عشر قرناَ.

    أقرت الحرية للجميع بتحرير الإنسان من الرق.. جعلت العبودية لغير الله مذلة وجحوداً وكفراناً.. ودعت إلى العدل ونادت بالمساواة بين الناس جميعاَ لا فرق بين أسود وأبيض أو غنى وفقير أو عظيم ووضيع إلا بالتقوى . 

    قررت الشريعة الإسلامية المبادئ الآتية :

    الحريات وتشمل (حرية العقيدة, حرية الرأي، الحرية الشخصية، حرية التملك).

    حرمة المساكن .

    المساواة بين الناس جميعاَ.

    الأمة مصدر السلطات.

    الشورى .

    مبدأ الانتخاب.

    حقوق الإنسان.

    حقوق المرأة.

    حقوق الحيوان.

    (2)

    أما حرية العقيدة فقد سبق الإسلام هيئة الأمم المتحدة ومواثيقها الدولية فدافع عن الحرية الدينية وانتصر لها وأذن للمؤمنين الذين يضطهدون في دينهم بالدفاع عنه.. وأن يحترموا الأديان التي تخالفهم في العقيدة فيقول لعباده: " لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ .." .

    وقال تعالى " لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ ... " " لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ".. وقال الرسول (صلى الله عليه وسلم) " أوصيكم بقبط مصر خيراَ" .

    والدين الإسلامي لم يمكنه الله في قلوب الناس عن جبر وقوة .. بل مكنه في القلوب بالاختيار والقبول .

    " وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ" .. جعل لأهل الذمة من الحقوق ما للمسلمين "لهم مالنا وعليهم ما علينا" .

    أما حرية الرأي فقد أقر الإسلام حرية الرأي من خطابه وقول وكتابة وجعل لكل فرد الحرية في أن يبدى رأيه في الأمور بصراحة ويحكم على الأشياء بما يعتقد أنه الحق.

     وقد كفلت الشريعة الإسلامية حرية الرأي بطلب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وفرضهما على المسلمين ولا يستطيعون القيام بذلك إلا إذا تمتعوا بحرية الرأي.

    لقد جاء الإسلام والعقول البشرية محجوبة والحريات مسلوبة فاستجمع للناس حرية الفكر واستقلال العقل ودعاهم إلى أن يستعملوا عقولهم.. وكان سلوك الرسول في تقبل النقد عجيباَ ً.

    حين وقف يوماَ يوزع مال الله على الناس وأخذ إعرابي نصيبه فاستقله ثم مد يده بالسوء وجذب الرسول من طوق ثوبه جذباَ عنيفاَ وقال: "زدني فليس المال مال أبيك " .. واستل عمر بن الخطاب سيفه صائحاَ: "دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق" .

     ابتسم الرسول في حنان وطيب وقال: "دعه يا عمر إن لصاحب الحق مقالاَ".

    الحرية الشخصية في الشريعة الإسلامية ما أباحه الله للإنسان في أن يعيش في أي بلد شاء ويسير إلى أي مكان شاء.. ويقيم حيث شاء قال تعالى " فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ" .

    فقرر الإسلام أن حق الحرية الشخصية يجب أن يكون مرافقاَ للحياة نفسها .. ومن المقرر أن الحرية الشخصية المطلقة مستحيلة إذ لا يستطيع الإنسان أن يفعل كل ما يلذ له دون أن يرعى حقوق غيره ويعرض نفسه للخطر.. وإلا يعرقل حرية الآخرين أن ينقصها " وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ "

    " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ"..  وقول الرسول " كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه" .. " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده".. وقوله تعالى " وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ " .

    فالقوانين الوضعية جعلت الحرية الشخصية ألا يضر الإنسان بغيره .. أما الشريعة الإسلامية فقد توسعت فيها وجعلت حدودها حماية الإنسان من الإنسان وحماية الإنسان من نفسه..  فحرمت الانتحار وإلقاء النفس في التهلكة .. وجعلت لذلك عقوبة في الآخرة .. وحرمت الإسراف لأنه يضر بالغير أيضاَ ً.. ولذلك شرع الإسلام الحجر على السفيه المبذر مع أهليته للتصرف

    كما لم تشرع الشريعة الإسلامية نفاذ الوصية في مرض الموت إلا في ثلث المال لتعلق الورثة بالتركة.. فأي تشريع أعظم من ذلك.. يتبع إن شاء الله  .

     

    عاطف العزازي

    أمين مكتبة قصر ثقافة أحمد بهاء الدين

    عضو مجلس إدارة نادي القصة والأدب بأسيوط

    الجمعة الموافق

    18 ذي الحجة 1433هـ

    2 نوفمبر 2012

     

     



    عودة الى كتب ودراسات

    قضــايا شرعـــية
    منبر الدعوة
    واحـــة الأدب
    خدمات الموقع