English | اردو
  الرئـيسـية من نحن مشرف الموقع اتصل بنا سجل الزوار
  من التاريخ: النكسة بين الزعيم الملهم.. والشعب المخدوع.. والهزيمة الصادمة - دروس في الدعوة: هل سنظل نقلد الفراعنة؟ - ديوان الشعر: غَـنَّيـتُ مِصْر للشاعرة/ نادية بو غرارة - قضايا معاصرة: مصر الغنيمة السياسية.. ومصر الشراكة الوطنية - اللقاء الأسبوعي: خالد حنفي: لابد من تهيئة الأجواء ووقف الاعتقالات قبل البدء في الحوار - الطريق الى الله: أخلاق الأزمة - قضايا معاصرة: إيقاظ الوعي فرض الوقت - دروس في الدعوة: أحدثكم عن/ ناجح إبراهيم - من التاريخ: ستة قطارات لحكام مصر من عباس الأول إلى الدكتور مرسى - قصة قصيرة: خطوط الجدار - دروس في الدعوة: أسباب نشأة الحركة الإسلامية في إسرائيل - دروس في الدعوة: قتل المدنيين.. صناعة القرن - الأسرة المسلمة: ماذا يحدث عند تضخم الكلية بعد استئصال الأخرى؟ - كتب ودراسات: نيلسون مانديلا.. سيرة مصورة لسجين ألهم العالم - قضايا معاصرة: ماذا يدبر للأزهر في الخفاء؟ - اللقاء الأسبوعي: د/ سيف الدولة :مازائيل اتهمني باختراق المادة الثالثة من اتفاقية السلام - الذين سبقونا: محمد يسري سلامة .. أيها الناس؟ - الطريق الى الله: أخلاقنا.. خلق التوسط والاعتدال -  
الاستطــــلاع
هل تتوقع إيقاف إسرائيل عدوانها علي غزة بسبب خسائرها البشرية؟
نعم
لا
لا أهتم
اقتراعات سابقة
القائمة البريدية
ادخل بريدك الالكترونى
القرآن و علومه
الحديث وعلـومه
الأخبار
  • نشرة المال والاقتصاد ليوم 28/7/2014
  • أخبار الحوادث ليوم28/7/2014
  • الذين سبقونا
  • أبو العباس .. توقف القلب الذي لا يعرف الحقد
  • الهادي أبو المجد.. وداعا رفيق الدرب
  • أحكام التلاوة
  • نصائح للمعلم و للمتعلم فى أحكام التلاوة
  • حكم تجويد وترتيل وتدوير القران
  • الطريق الى الله
  • في رمضان ما أحوجنا لتجويد الحياة كما نجود القرآن
  • يا للرجـــال بلا دِيــن
  • كتب ودراسات

    محاضرة بجامعة اندونيسيا

    بقلم/ هشام النجار

    أجواء رائعة ومشاعر عصية على الوصف ونحن نتحرك وسط عالم مختلف من دنيا الإنسان يكاد يحملنا من فوق الأرض بتواضعه وسموه الأخلاقي ورقيه الإنسان .

    أجملُ ما في اندونيسيا الجميلة هو إنسانها الراقي المهذب الودود السمح الكريم .

    استقبلنا أساتذة ومسئولون الجامعة العريقة وحدثونا طويلاً عن انجازاتها وتاريخها وتأثيرها الممتد إلى بلاد وثقافات قريبة وبعيدة .

    تلك هي أخلاق الإسلام التي أعلمها جيداً ، أراها تطبيقاً عملياً على الأرض . فهم يحبون الرسول صلى الله عليه وسلم ليس بالادعاء إنما بالتطبيق العملي لأخلاقه العظيمة ، فالكبار وذوو المكانة قبل الصغار يتواضعون ويعاملون الآخر بتهذيب يفوق الوصف ، وما مر أستاذ جامعة ولا وزير ولا نائبه ولا عالم كبير بين اثنين يتحادثان إلا بانحناءة خفيفة وابتسامة لطيفة كأنه يعتذر عن هذه المقاطعة .

    الرسول صلى الله عليه وسلم كان محور محاضرتي بالجامعة العريقة إلى جانب محاضرات الأساتذة الكبار من مفكرين وعلماء .

    ذكرتُ أنه صلى الله عليه وسلم وضعَ لبنة دعائمَ وأركان الأمة الستة بما أرساه من أخلاقيات الفاتح العظيم عندما فتح الركن الأول من تلك الأركان وهى الجزيرة العربية ومكة المكرمة .

    فتحها بالرحمة ودخلت الجموع والحشود دينَ الله بالعفو والصفح ورد الإساءة بالإحسان لا بالسيف والانتقام ، وكان ذلك المشهد النادر في تاريخ الإنسانية غير المسبوق في غزو القلوب والضمائر ، فيتحول الخصم إلى صديق ومن كان بالأمس عدواً صارَ جندياً خادماً للدعوة والرسالة ، وصارت الجزيرة العربية من ذلك اليوم أحدَ أهم أركان الأمة الستة ورقماً صعباً في معادلة موازين القوى لصالحها .

    ورث صلاح الدين الأيوبي أخلاق الفاتح العظيم من الرسول الكريم ، وفتح الشام بعفوه وعطائه وبذله وسمو نبله مع الخصوم حال ضعفهم وعجزهم بالرغم مما ارتكبوه من بشائع في حق المسلمين ومقدساتهم ، فدخلوا بهذه الأخلاق في دين الله أفواجاً ليصبحَ بيت المقدس وأكناف بيت المقدس وبلاد الشام هي الركن الثاني من أركان الأمة الأساسية التي تعطيها القوة والمنعة والصمود .

    وبيت المقدس ميزان دقيق من خلاله نقيس بسهولة موقعنا صعوداً وهبوطاً . فعندما يكون بيد الأعداء فقيادة العالم بأيديهم ، ولا تعود القيادة للمسلمين إلا بعودة بيت المقدس إليهم ، وهذا ثابت تاريخي لم يتبدل يوماً .

    مصرًُ هي الركن الثالث من أركان الأمة ، ونعلمُ كمصريين كيف فتحها عمرو بن العاص ، وكيف أعادَ الهاربين إلى الصحراء وكيف عامل القساوسة والرهبان ، وفى إحدى الصلوات الكنسية السنوية الاحتفالية للكنيسة الأرثوذكسية ، يشكرون عمرو باسمه على صنيعه معهم . فدخل من كل أطياف المجتمع المصري الإسلام ، وتضاعفت نسبة المسلمين حتى بدأت تسجل تفوقاً بداية من العهد الفاطمي وصولاً إلى الغالبية اليوم ، ولتصبح مصر حصن الإسلام المنيع وحائط صده العالي القوى .

    وكذلك فعل الفاتح الشاب محمد بن القاسم الثقفي في فتحه لباكستان والهند ، فقد كان يؤلف بنفسه كتباً يعلم من خلالها جنوده وعماله كيف يتعاملون برفق ورحمة ورقى مع أهل البلاد ، ويذكر التاريخ أن النساء والأطفال بكوه عندما عُزل عن الجيش ، ورسمَ الشباب صورته على جدران البيوت كأنه " جرافيتي  مُبكر " ربما استوحته الثورة على الظلم حديثاً بصورة تلقائية لا شعورية .

    وكانت تركيا الركن الخامس عندما فتحَ الشاب محمد الثاني القسطنطينية بالحب والرحمة والعفو عقب كسر قيود القهر والعبودية .

    وإذا كانت المراجع التاريخية العربية تلقبه بأبي الفتوح لكثرة فتوحاته ، فالمراجع الأوربية تلقبه بالسيد العظيم لنبله وسمو أخلاقه مع الأعداء والخصوم ، وما فعله عندما أمن الأتراك والمخالفين على عقائدهم وأرواحهم وطمأن الخائفين والمروعين هو السبب الفعلي في تحول تركيا بعد ذلك إلى الإسلام ودخول هذه الجموع هذا الدين العظيم .

    واندونيسيا الركن السادس من أركان الأمة ، دخلها الإسلام بسمو أخلاق وتسامح وعفو ورقى وإبداع التجار والأولياء التسعة في القصة المشهورة عنهم .

    تلك هي أركان الأمة ، ينبغي علينا الحفاظ عليها كما نحافظ على أركان ديننا وإيماننا .

    الأعداء والغرب وإسرائيل يستهدفون هذه الأركان الستة بزعزعتها ونشر الخلل الفكري والتكفير والفوضى والتخريب والتفجيرات والكراهية والفتن .

    أركان الأمة لن تستمر ولن تصمد إلا بما فُتحت به .. بالعفو والغفران والتسامح والرحمة والعفو عند المقدرة ، ونبذ الكراهية والأحقاد ورغبات الانتقام والثأر وإصلاح العلاقة بين الحكام والمحكومين وبين كل تيارات وطبقات المجتمع .

    الثلاثاء الموافق

    4 ربيع الأول 1435 هـ

    7-1-2014

     



    عودة الى كتب ودراسات

    قضــايا شرعـــية
    منبر الدعوة
    واحـــة الأدب
    خدمات الموقع