English | اردو
  الرئـيسـية من نحن مشرف الموقع اتصل بنا سجل الزوار
  من التاريخ: ثورة 1952 .. وبداية الانهيار - من التاريخ: كيف باع أمير قطر يسرى فودة للأمريكان - وراء الأحداث: التحكيم الدولي: الحكومة تفشل.. والشعب يدفع الثمن - اللقاء الأسبوعي: فضيلة الشيخ د/ أحمد الطيب: إذا فتحنا باب التكفير فلن ينجو أحد.. الجزء الأول - الطريق الى الله: سيدي.. لقد أحييت أجيلا من العدم - الطريق الى الله: رائعة من روائع عيسى عليه السلام - قضايا معاصرة: في ما جرى فى باريس .. محاولة للفهم تتجاوز الإدانة - قضايا معاصرة: حقنا في أن نغضب - الطريق الى الله: رائع حلم معاوية - ديوان الشعر: غَـنَّيـتُ مِصْر للشاعرة/ نادية بو غرارة - الطريق الى الله: أخلاق الأزمة - قصة قصيرة: خطوط الجدار - الأسرة المسلمة: ماذا يحدث عند تضخم الكلية بعد استئصال الأخرى؟ - كتب ودراسات: نيلسون مانديلا.. سيرة مصورة لسجين ألهم العالم -  
الاستطــــلاع
هل تتوقع قيام الصاعقة بعمليات برية ضد داعش ؟
نعم
لا
لا أدري
اقتراعات سابقة
القائمة البريدية
ادخل بريدك الالكترونى
القرآن و علومه
الحديث وعلـومه
من التاريخ

ثورة 1952 .. وبداية الانهيار

بقلم/ محسن الجلاد

لحبي وتقديري الشديدين للرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات تلاقت رغبتي ورغبة إحدى شركات الإنتاج التليفزيوني فى كتابة سيناريو مسلسل يحكى قصة حياة السادات الذي ما زلت أعتبره أذكى وأعظم وأخلص حكام مصر، والذي ما زلت أعتقد أنه كان يعشق تراب مصر وهو يحكمها.

ولأن الحاكم ما هو إلا بشر يصيب ويخطئ فقد كانت له أخطاؤه التي أعتقد أن أبشعها أنه أتى بمبارك من بعده.. وأعتقد أنه لو كان يعلم الغيب ما أتى به على الإطلاق.

المهم أنني وقبل أن أشرع فى كتابة سيناريو مسلسل السادات، وكان ذلك منذ حوالي 7 سنوات، كان لزاماً علىّ أن أقرأ باستفاضة وعمق كل ما كتبه السادات وكل ما كُتب عنه، وكان لزاماً بالطبع أن أقرأ بإمعان كل ما كُتب عن ثورة 1952، وكذلك أن أقرأ كثيراً عن مصر قبل ثورة 1952.

وقد أخذ هذا كله منى جهداً ووقتاً طويلاً، وكان نتاجاً لكل هذه القراءات ونتاجاً لقراءات الواقع منذ سبع سنوات (أي قبل ثورة 2011 بحوالى ثلاث أو أربع سنوات) أن وجدت نفسي وقد اقتنعت اقتناعاً كبيراً وتكوّنت قناعتى بأن ثورة 1952 كانت دماراً ووباء حاق بمصر.

وجدت نفسى بين خيارين، إما أن أكتب ما وجدته فى كتب التاريخ وبين سطورها واقتنعت به من أن سلبيات ثورة 1952 أضعاف مضاعفة لإيجابياتها، وسيكون فى ذلك تناول سلبي وواقعي لشخوص الضباط الأحرار، بمن فيهم جمال عبدالناصر وأنور السادات.. أو أن أكتب من خلال المعلومات السطحية التي ترددت عن عصر الظلام الذي بددته ثورة 1952.

والحقيقة أنني فضّلت وقتها أن أكتب من خلال وجهة نظري التي كوّنتها من كثرة الإطلاع والبحث فى فترة ما قبل ثورة 1952 وفى فترة ما بعدها.. ولكن لم تلق وجهة نظري حماس الشركة المنتجة، لذلك فضّلت الانسحاب، وإن كان المشروع ما زال يلح على أم رأسي أن أكتب عن مصر، كيف كانت قبل ثورة 1952، وكيف كانت بعدها، وماذا اقترفه فى حقها هؤلاء الذين ما زالت كتب التاريخ تضفى عليهم لقب الضباط الأحرار.

ومفاد القول:

لنا أن نعرف أن مصر قبل ثورة 1952 كان بها نظام ديمقراطي يسمح بتداول السلطة، وكانت بها أحزاب قوية لها وجهات نظر وليست أحزاباً من ورق على ورق، وأن الفساد فى مصر كانت نسبته ضئيلة للغاية بالنسبة للفساد الذي شهدته مصر على أيدي الضباط الأحرار ومن لحقوا بهم، وأن مصر كانت منظومة التعليم بها فى عنفوانها وتواكب نظم التعليم فى الدول المتقدمة (ومن لا يصدق فليسأل جده ماذا كان يتعلم فى المدارس والجامعات قبل ثورة 1952 وكيف كان حال المدارس والجامعات)، ولينظر بعد أن يستمع لجده إلى حال منظومة التعليم الحالية المهترئة.

والدليل الواضح على سلامة الحالة الصحية لمنظومة التعليم أيامها أن تلك الفترة أنجبت لمصر عباقرتها أمثال الدكتور مشرّفة وطه حسين والعقاد والحكيم والتوأمين مصطفى وعلى أمين وعشرات الذين فى مثل قامتهم والذين ما زلنا نباهى بهم الأمم حتى أم كلثوم وعبدا لحليم حافظ، حتى إسماعيل يس وشكوكو وعظماء الفن الجميل هم نتاج المنظومة التعليمية والثقافية لمرحلة ما قبل ثورة 1952.. وأعتقد أننا إذا حاولنا إحصاء العظماء الذين أفرزتهم الحقبة الزمنية ما قبل 1952 فإن مساحة صفحة كاملة فى الجريدة لن تكفى لأن نحصى أسماءهم.

ويكفى أن نذكر طلعت حرب وسياساته الاقتصادية، وغيره الكثيرون.

أما حقبة ما بعد ثورة 1952 وحتى الآن فأعتقد أنها لم تفرز إلا النادر للغاية من أمثال هؤلاء.. وكل ما أفرزته إن هم إلا أقزام أمام أمثال العظماء الذين أفرزتهم حقبة ما قبل ثورة 1952.. حتى جمال عبدالناصر وأنور السادات إن هم إلا إفراز حقبة ما قبل ثورة 1952.

وصدقوني: كذب من قال إن مجانية التعليم كانت نتاج ثورة 1952.. وكذلك كذب من قال إن استشراء المحسوبية والفساد كان من سمات عصر ما قبل 1952.

مجمل القول يا سادة، أنه يكفى أن مصر واليابان بعد الحرب العالمية الثانية كانتا مرشحتين من قبَل هيئة الأمم المتحدة وهيئاتها، لأن تلحقا بدول العالم الأول.

وجاء فى هذا التقرير أن فرصة مصر أعظم كثيراً بسب الدمار الزى لحق باليابان أثناء الحرب العالمية الثانية.

ومجمل القول أيضاً أننا بكل هذه الأدلة فى حالة انهيار وتقهقر، بدليل أن الماضي بكل المقاييس كان أروع وأعظم وأجمل باعترافنا جميعاً.. وكدليل على ذلك يصعب أن تسمع من أي مواطن غير المواطن المصري أن الماضي كان أفضل.. الجميع مجمعون على أن الماضي كان أسوأ أو أن الحاضر أفضل وأن المقبل أفضل وأفضل، إلا نحن لأن واقعنا يقول بالفعل إن الماضي كان أفضل، ولذلك فمنذ ثورة 1952 والعربة ما زالت تتدحرج بنا نحو الهاوية.

والحل هو أن نستلهم من الأمم التي كانت أحوالها مشابهة لحالتنا كيف استطاعت تلك الأمم كماليزيا والصين وغيرهما بناء حضاراتها المعاصرة العملاقة فى سنوات قليلة.. ولكل من يصرخ بصوته الأجوف ممجداً ثورة 1952 عليه أن يقرأ ماذا كانت عليه مصر قبل تلك الثورة وماذا أصبحت عليه بعدها، وليقرأ ما بين السطور فى كتب التاريخ.

فالتاريخ، مهما زيّفوه وزوّروه، ستظل حقائقه جلية لمن أراد أن يصل إلى حقيقة الأشياء.

والله سبحانه وتعالى من وراء القصد..


الإسمعبد الله
عنوان التعليقاتقوا الله يجعل لكم مخرجا
انا لا اعرف سبب محدد لاصراركم علي تزييف الحقائق .. هذا ليس في صالح اولادكم او الاجيال القادمة ان مواجهة اخطاء الماضي احد اهم خطوات العلاج .. وغير ذلك يعيدنا الي الخلف وربما تتكرر خطاياه يا اخي انت تعلم جيداً انا منفذي الحادث اخوة الجماعة الاسلامية تحت قيادة الشيخ صفوت عبد الغني اتقوا الله في اولادكم


عودة الى من التاريخ

قضــايا شرعـــية
منبر الدعوة
واحـــة الأدب
خدمات الموقع