مش أوصفلك للشاعر/ هشام فتحي تقديم/ هشام النجار
الشهادة نراها في رؤانا وأحلامنا بهيئات ومواقف ومصائر عديدة بحسب حجم التضحيات وهول ما يتمنى أحدنا ملاقاته ابتغاء رضوان الملك وخدمة لدينه وحفاظاً على قيمه .
الشهادة نشعر بحلاوتها ونتخيل ما فوجئ به الشهيد فورَ وداعه للدنيا ونحن نسرحُ في محاولة تفسير ابتساماته المذهلة الغامضة غموضَ الغيب والجنة وما وراء الدنيا .
الشهادة تحكيها لنا بخيالها الخصب ورأسها العنيد أمُ شهيد.. وتروى لنا حكاياتها زوجة شهيد .. تحكى وتروى ما تظنه يحياه البطل الفدائي الآن سابحاً في النعيم .. غارقاً في الراحة .. ساكناً في الطمأنينة والسلام .
نسمعها من ابنة شهيد أو والد شهيدة أو أب شهيد يذكر لنا فيها ما يتخيله ويظنه ويتمناه .. أن كيف يعيش وكيف يحلم ابنه الذي ارتقى.. وهل يدرس ويتفوق ويتزوج ويحقق الأمنيات بعد أن بذلَ التضحيات ؟
تلك روايات وشهادات نسمعها من أحياء اقتربوا وعايشوا الشهيد أو الشهيدة لكن بينهم وبينه وبينها أميال وأميال ومسافات بعيدة .
يحكونها ويروونها بعقول الدنيا وخيالاتها المحدودة حدودَ هذا الكوكب الصغير الضئيل في كون الله الأعظم .
أما هنا في هذه القصيدة فنسمع وننصت لشهادة شهيد جاء لصديقه في المنام .
شهيد ذهبَ إلى هناك.. ورأى ما هناك.. وعاين ما هناك.. ولمس ما هناك .. وتحدث مع من هناك .. وما أدراك ثم ما أدراك ما هناك ؟
فما أروعها وما أصدقها من شهادة !
أصدقها .. وكيف لا.. وهل يكذب الشهيد ؟
أصدقها .. وكيف لا وهو يعجز عن وصف ما يراه وما يحياه .
مش أوصفلك .
مش أوصفلك
للشاعر/ هشام فتحي
شهيد في منام صديق له يقول له ..... مش أوصفلك حياة الصحبة في الملكوت مش أوصفلك وأنا طاير بلف الخلد... بعد الموت ولون الدم مهما يكون ده مش لونه ولا ريحته دي حاجة لسه فوق الوصف قصر كبير ونهر بيجري من تحته مش أوصفلك رسول الله وأنا شايفه يقول لي شهيد وأنا فرحان تخيل لما صافحته؟!!!! مش أوصفلك قصور الخلد يا غلي وأنا سامع ملاك الحور تقول يا وعده يا بخته مش أوصفلك زميلي لما مات جنبي لقيته هناك نعيم تاني ويلقاني من النور اللي كان يسري يمين الله ولا عرفته وأنا أيدي بأيد حمزة مش أوصفلك حنين القلب يوم شفته
السبت الموافق
1 ذي القعدة 1434هـ
7-9-2013
عودة الى ديوان الشعر
|