دموع مصر للشاعر/ محمد أبو كشك
تقديم / هشام النجار
كيف العروبة في ابتسام أو هنا ، والشعب في مصر الكنانة باكي؟
هذا بكاء الشعب وفى البيت الذي يليه لا يبكى الشعب وحده إنما تبكى مصر معه " ويعز لو يوماً بكت عيناك " ليست دموع فقط.. إنما تختلط الدموع بالدماء في بلاد خلقها الله تعالى وتهاوت لا قدر الله ، فقد نال العدو من الأمة نيلاً لم ينله من لتكون درع العرب وحصن الإسلام ، فإذا سقطت قبل .
أذكروا كيف تمكن الأعداء من مغول وصليبيين من العراق والشام ، ثم استعصت عليهم حامية الإسلام واستعصت مصر الحصن المنيع الذي لم يستطيعوا تجاوزه واقتحامه .
اليوم يناورون ويتحايلون ويخططون ويمعنون في الدعم والتمويل والتآمر والعبث في الداخل المصري بالسلاح والمأجورين وضعاف النفوس والمغيبين لهدم أركان مصر من الداخل تمهيداً لإسقاطها والسيطرة الكاملة عليها لأول مرة في التاريخ ، لتصبح الأمة بأسرها رهن إرادتهم .
مصر تناضل وتقاوم وتحشد قواها وتستنفر جنودها وأبطالها فلا تخترق ولا تنهار ولا تستسلم لألاعيب الصغار .
ربما تبكى وتسقط دموعها لكنها لا تنحني ولا تبيع .
ربما تجوع وتعطش ويجوع أبناؤها لكنها تعلم الدنيا أن من الجوع ما هو وقود للغضب وأن من يفكر في إذلالها بالعطش وحرمانها من النيل فكأنما تقدم بطلب ليتعلم أصول الاحترام والأدب .
لم يمر على مصر مثل ما يمر بها اليوم وقد كثر الأعداء وتأتيها المخاطر والتهديدات من كل جانب .
ربما يئن الشعب ويبكى وربما تئن مصر من كثرة الدم والضحايا والأحزان والمصائب .. لكن لا تبكى مصر أبداً استجداء أو ذلا ولا تركع لمحتل أو متآمر أو محتال غاصب .
أنها دموع مصر .. لكنها دموع المقاوم المجروح العنيد دموع البطولة والعطاء والتحدي في ساحات النضال والرفض والصمود .
دموع مصر
للشاعر/ محمد أبو كشك
ما عاشقٌ مثلي أَحَبَّ رُبَـاكِ يا مصرُ قومي واسمعي لفتاكِ أنا فارس الأوطان نادي مصرهُ آن الأوان لكي أصون حماكِ
آن الأوان لكي أرى رأى الفدا خفاقةً تشدو بـها يُمْناكِ كيف العروبةُ في ابتسامٍ أو هَنا والشعب في مصر الكنانة باكي لا تحزني يا مصر دمعُكِ موجعٌ ويعزّ لو يومًـا بكتْ عينـاكِ
الدمع يقتلني فما بال الدّما كيف القـرارُ وذاكَ بحر دماك؟! يا أمتي مصر الأبيّة لم تزلْ درعَ الصمود إذا العدوّ رماكِ عجبًا إذا هان الملوك مخافةً أن تُسقِطَ التّاجَ العتيقَ يداكِ فرأوكِ للأحرارِ معقلَ نورهمْ ورأَوْا سلامَتَهُمْ بِـمُـرِّ شَقَـاكِ حُـرِّيـَّةٌ في مصـرَ كادَ أريـجـُها تَشْتَمُّهُ أنفُ الضّعيف الباكي! هي مصر كالليث الجسور بقيدها والغابُ ساكنةٌ بغير حراكِ أَعَلَى عِدًى تبكى البواكى حَسرةً والأسْد في مصرٍ بغير بواكى؟!
الخميس الموافق:
20 ربيع الثاني 1435هـ
20-2-2014م
عودة الى ديوان الشعر
|