·نفهم الإسلام فهماًَصحيحا متكاملاً .. فهماً خالصاً من الحشو والشوائب .. فهماً لم تكدر عقائده الخرافات .. ولم تفسد عباداته البدع .. ولم تغلب علي أخلاقه السلبية .. ولم يطغ علي فقهه الجمود والتقليد أو العصبية والمذهبية.
·فهمنا هو الفهم الأول الذي نزل به القرآن العظيم .. ودعا إليه رسولنا الكريم .. وآمن به أصحابه الميامين .. وحكم به خلفاؤه الراشدون .. وقامت على أساسه حضارات شامخة الذرى .. موثقة العرى .. جمعت بين الدنيا والدين والعلم واليقين .. فأضاءت ظلمات الأرض بنور السماء.
·نفهم الإسلام بشموله وكماله كما فهمه علماء الأمة الثقات المتبعون لنهج النبي صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين.
فالإسلام منهج شامل لكل مناحي الحياة .. شمولاً في العقائد والتصورات .. شمولاً في العبادات والقربات والمعاملات .. شمولا في الأخلاق والسلوكيات.
فهو عقيدة ربانية تمنح المسلم التصور الصحيح لحقائق الإيمان والكون والحياة .. وتقيه الوقوع في التصورات المنحرفة الباطلة التي ينأي عنها العقل السليم.
وهو شريعة متكاملة تحكم علاقة المسلم بالله تعالي والمجتمع وبالكون من حوله .. وتضبط حركة الحياة في كافة الميادين.
وهو منظومة أخلاقية وسلوكية تسمو بالمجتمع الإسلامي فوق منظور الحق والواجب .. فترتقي به إلى رحاب من القيم والمثل النبيلة التي لا تقف عند حدود الواجب .. فتتخطاه إلي مراتب البذل والإحسان .. ولا تمسك بزمام الحق بل ترتقي إلي صور البر والفضل والتسامح..
والعبادة في الإسلام ذات طبيعة خاصة .. تصل ما بين الأرض والسماء .. والمخلوق والخالق .. والعبد وربه .. تعلم العبد معني العبودية والخضوع لرب الأرض والسماء .. وتغرس فيه أعظم معاني الاستسلام لمولاه .. في منظومة إيمانية رائعة .. لا تجد لها نظيراً في الحياة ..
·فمنهج الإسلام هو المنهج الوحيد الذي يحقق حلم المدينة الفاضلة في مجتمع الحياة ومعتركها .. ومنهج الإسلام هو المنهج الوحيد الذي وضع أسس علاقة المسلم بغيره كما وضع أسس علاقة المسلم بربه وخالقه .. وصاغ علاقة المسلم بمجتمعه كما صاغ علاقته بالكون والحياة من حوله.
فما من وحدة من وحدات الكون إلا وشملها الإسلام برعايته وأولاها عنايته .. ولا غرو في ذلك فهو رسالة الله لكل الأزمنة والعصور .. وهو رسالة الله لكل الأمم والشعوب .. وهو رسالة الله إلي الإنسانية في كل مراحلها وأطوارها .. وكل مجالاتها وميادينها .
·نفهم الإسلام بشموله واستيعابه لكل ميادين الحياة دينية كانت أو سياسية .. دنيوية أو أخروية مادية أو روحية .. اقتصادية أو أخلاقية فكرية أو عملية .. اجتماعية كانت أو ثقافية .. فالإسلام دين الله .. رحب في مجالاته .. متنوع في جوانبه .. متسع في آفاقه.