·وفي دعوتنا نتخذ من الواقعية في التفكير والانضباط في التصورات منهجاً عملياً .. فلا ننسى ونحن نتطلع إلى السماء أننا على الأرض نسير .. فلا نجرى خلف خيال كاذب .. أو حلم فارغ .. أو أماني موهومة .. فنكون كمن يسبح في البر أو يحرث في البحر أو يبذر في الصخر .. أو نكون كمن ينسج خيوطاً من خيال ويبنى قصوراً من الرمال .. لا نراهن على المستحيل فيضيع الممكن .. ولا نزايد على المستحيل فنفقد الموجود .. نؤمن أنه من أراد الكل فقد الكل .. ومن طلب المستحيل أضاع الممكن .. وما لا يدرك كله لا يترك كله .. فكثيراً ما تجنح النفس الإنسانية إلى الكمال .. وتصبو إلى المثالية ولكن سنة الله في خلقه قضت بأنه ليس كل ما يتمناه المرء يدركه .. فمن لم تقنع نفسه بما يدرك .. ودأب على رفض الجزء طلباً للكل .. واتبع فلسفة كل شيء أو لا شيء .. إنما يتبع فلسفة عقيمة لا يقرها شرع ولا يقبلها واقع .. فلسفة عقيمة تأبى قلوبنا وعقولنا ومنهجنا الوقوع في أسرها.
·ندرك أنه على أصحاب الحقوق أن يقبلوا المتاح من الحلول .. والممكن من الوسائل .. ويبنوا عليه حتى يأتي يوم ويحصلون فيه على كامل حقوقهم .. فالسياسة هي فن الممكن وليست طلب المستحيل .. مبدؤنا في ذلك: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ).
·نؤمن أنه على الحركة الإسلامية أن تتعلم كيف تختار من الحلول ما يحقق لها أكثر مصالحها .. ولا تشترط أن يحقق لها كل المطالب.
·وأن الحركة الإسلامية بحاجة إلى أن تتعلم كيف تقبل التسامح في بعض حقوقها حتى لا تضيع منها كل الحقوق .. لا نعيش على الأماني والأحلام .. وإنما نتفاعل مع واقعنا .. نبني على المتاح آمالنا .. نغزل على الممكن خيوط مستقبلنا .. ولا ننعزل عن واقعنا المعاش